أشارت صحيفة "ديلي تلغراف" إلى أن "جبهة النصرة" التي تسيطر على أجزاء واسعة من شمال سورية، انقسمت إلى فصيلين بعد إعلان زعيمها ولاءه لتنظيم "القاعدة". ونقلت الصحيفة، نقلاً عن بعض قادة الثوار، إن بعض مقاتلي "جبهة النصرة" انسحبوا من الخطوط الأمامية للقتال ضد قوات النظام السوري في مدينة حلب، واداروا ظهرهم لزعيمهم السوري، بعد أن جرى تجنيدهم من ميليشيات منافسة أخرى مقابل وعود بتمويل أفضل وتنظيم أقوى وليس لأسباب ايديولوجية. وأضافت إن هؤلاء المقاتلين أصيبوا بخيبة أمل منذ إعلان زعيم "جبهة النصرة" في سوريا، أبو محمد الجولاني، ولاءه لتنظيم "القاعدة" عقب هيمنة "الجهاديين" المتشددين من العراق على قيادتها. ونسبت الصحيفة إلى محمد نجيب بنان، رئيس اللجنة القضائية التي تدير المحاكم المدنية والجنائية في مدينة حلب وتحظى بدعم كتائب المعارضة الرئيسية، قوله إن "جبهة النصرة انقسمت، ودعم بعض مقاتليها بيان الجولاني حول الولاء للقاعدة وعارضه آخرون، كما انسحبت الجبهة أيضاً من نظام المحاكم". واشارت إلى أن "النصرة" تواجه ضغوطاً متزايدة منذ إدراجها من قبل الولاياتالمتحدة على لائحة المنظمات "الإرهابية"، والمساعي الجارية بالأمم المتحدة لإخضاعها للعقوبات المطبقة على تنظيم "القاعدة". وبحسب الصحيفة، فإن قياديون في الكتائب العسكرية ومسؤولون ينتمون إلى الوحدات المدنية التي تدير الخدمات في مدينة حلب، أكدوا انقسام النصرة. وأشار الزعيم السياسي للواء التوحيد في حلب عبد العزيز السلامة (أبو جمعة)، إلى أنه "بعد أشهر على انشقاق مقاتليه وانضمامهم إلى جبهة النصرة، فإن المد بدأ يتحول في الاتجاه المعاكس، وانشقت في الأيام الأخيرة وحدة كاملة تضم 120 مقاتلاً عن الجبهة وانضمت من جديد إلى لواء التوحيد". واضاف "أبو جمعة" إن الروابط العسكرية "استمرت مع جبهة النصرة غير أن العلاقات غير العسكرية توقفت، وكنا نقيم علاقات وثيقة معها قبل اعلان ولائها للظواهري، لكن كل شيء تغيّر الآن".