نجح الاتحاد في تجاوز العقبة الأولى نحو نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، بعد أن كسب ضيفه الفتح بهدفين من دون رد، في المباراة التي جمعتهما يوم أمس على إستاد مدينة الملك عبدالعزيز في مكةالمكرمة بذهاب نصف النهائي. غلّف الهدوء الدقائق العشر الأولى من المباراة وتجلت رغبة الفريقين في بناء الهجمات المنظمة مع ضمان عدم ترك المراكز خشية استفادة الخصم منها، وبالتالي تلقي هدف باكر يربك الحسابات، فبدت الهجمات بطيئة وبعيدة عن أي خطورة تذكر. الوصول الأول جاء لأصحاب الأرض عن طريق فهد المولد في الدقيقة ال11، حين أعاد المدافع السنغالي كيمو سيسوكو كرة قصيرة إلى حارس مرماه ليخطفها المولد ويسقط أرضاً، وسط مطالبات من لاعبي الاتحاد بركلة جزاء، وعاد المولد مرة أخرى لتهديد الضيوف بعد أن سدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء تصدى لها عبدالله العويشير (15). وعمد لاعبو الاتحاد إلى اللعب السريع والضغط على حامل الكرة، ما منحهم فرصة الاستحواذ على الكرة لفترات طويلة، وأجبر مدرب الفتح على الإيعاز للاعبيه بالتراجع لإغلاق المناطق الخلفية في ظل سرعة الهجمات الاتحادية، إذ شكّل مختار فلاتة وعبدالفتاح عسيري والمولد، ومن خلفهم سعود كريري قوة هجومية ضاربة. التراجع لم يمنع لاعبي الفتح من بناء هجمات بإرسال الكرات الطولية خلف المدافعين التي كاد أن يسجل منها إلتون خوزيه أول الأهداف، بعد أن هيأ له حسين المقهوي كرة على رأس منطقة الجزاء سددها الأخير لتمرّ بجانب القائم الأيمن، عاد البرازيلي لمخادعة الحارس فواز القرني بكرة ساقطة التقطها الأخير ببراعة. السيطرة عادت لأصحاب الأرض الذين استمروا في الاعتماد على الكرات السريعة بغية الوصول إلى المرمى، فخلقوا أكثر من هجمة لم تنجح في منحهم هدف السبق الذي تأخر حتى الدقيقة ال30 من شوط المباراة الأول، حين سدد فهد المولد كرة قوية تصدى لها العويشير لكنها تعود لتجد قدم مختار فلاتة الذي سددها قوية باتجاه المرمى ليمنح فريقه التقدم. الهدف لخبط أوراق الضيوف لكنه منح لاعبي الاتحاد حماسة كبيرة بدت واضحة من خلال استمرارهم في بناء الهجمات وتعطيل كل المحاولات الفتحاوية قبل وصولها إلى منتصف الملعب، لكن الدقائق العشر التي أعقبت الهدف لم تشهد خطورة تذكر، قبل أن يتلقى المولد كرة ثابتة يسددها قوية من منتصف ملعب الفتح لكن العويشير يتصدى لها بصعوبة قبل أن توقفها العارضة ليبعدها المدافعون إلى خارج الملعب (40). الشوط الثاني بدأ على عكس سابقه، إذ تجلت رغبة لاعبي الاتحاد في الحفاظ على تقدمهم عن طريق تأمين مناطقهم الخلفية وبناء الهجمات المرتدة السريعة، وعلى العكس عاب التسرع هجمات لاعبي الفتح الذين عجزوا عن الوصول إلى المرمى بشكل حقيقي. في الدقيقة (51) يتلقى ألتون كرة على زاوية منطقة الجزاء يسددها قوية قبل أن تصطدم بالدفاعات الاتحادية، ليطالب لاعبو الفتح بركلة جزاء بحكم ارتطام الكرة بيد أحد المدافعين، يستمر اللعب وسط أفضلية نسبية للاتحاد الذي اعتمد في هجماته على الكرات الطويلة السريعة التي أرهقت الضيوف. الخطورة لم تأتِ قبل الدقيقة (57) حين توغل محمد أبوسبعان وتخطى أكثر من مدافع، ليلعب كرة عرضة مميزة لسعود كريري الذي سددها قوية أوقفها مدافعو الفتح بصعوبة. ارتفع رتم الأداء في الدقائق الأخيرة، في ظل إصرار الفتح على إدراك التعادل، ورغبة الاتحاد في المحافظة على التقدم، وتوالت محاولات الضيوف، وكادوا أن يصلوا إلى مبتغاهم في أكثر من مرة، قبل أن ينهي محمد القاسم الصراع بهدف ثانٍ (83)، عندما اخترق ملعب الضيوف، وواجه حارس المرمى وأرسل قذيفة في حلق المرمى.