كشفت أوساط افغانية عزم الرئيس الجديد أشرف غاني اطلاق مشروع سلام جديد مع حركة «طالبان» التي تقاتل القوات الحكومية والأجنبية منذ اطاحة نظام حكمها نهاية العام 2001. وأوضح هؤلاء ان مشروع غاني يلحظ تجنب اخطاء سلفه حميد كارزاي على صعيد إعادة النظر بهيئة المجلس الأعلى للسلام الذي تولى محاورة مسؤولي الحركة في السنوات الأخيرة، أو اختيار إطار مختلف للحوار. وكان غاني دعا في خطاب تنصيبه «طالبان» و«الحزب الإسلامي» بزعامة قلب الدين حكمتيار إلى العمل مع حكومته لتحقيق السلام وإنهاء القتال في افغانستان، وهو كرر هذه الدعوة في كلمة ألقاها بمناسبة يوم المعلم، لكنه انتقد رفض «طالبان» التعليم، وطالبهم بمنح الشعب فرصة كسب مزيد من العلم، وعدم مهاجمة المدارس والمقار الحكومية. وترفض «طالبان» حالياً محاورة الحكومة الجديدة التي يعتبرها بلا صلاحية وعاجزة عن اتخاذ أي شيء بلا موافقة الأميركيين. واتهم الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد الرئيس غاني بأنه أكثر ضعفاً من كارزاي، خصوصاً انه استهل ولايته بتوقيع اتفاق أمني مع واشنطن يسمح لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) وتلك الأميركية بتمديد بقائها في افغانستان. وأكدت مصادر مقربة من قيادة الحركة رغبتها في اجراء حوار مباشر مع الولاياتالمتحدة، يتبعه حوار افغاني داخلي في مرحلة لاحقة. واشترطت بحث الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية وإطلاق سجنائها من معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا، وإلغاء أسماء أهم قادة طالبان من لوائح المطلوبين دولياً والذين يخضعون لعقوبات. لكن قيادات أفغانية مختلفة تصر على إجراء حوار داخلي يمهد لإنهاء إشكالات الوجود الأجنبي. وترى ان غاني يستطيع انجاح الحوار اذا بادر الى كسب ثقة «طالبان» عبر اعترافه بمكتبها الذي افتتح في الدوحة العام الماضي قبل إغلاقه تنفيذاً لطلب كارزاي. كما يملك الرئيس الجديد فرصة اطلاق مفاوضات مع الحزب الإسلامي بزعامة حكمتيار، خصوصاً ان قادة في الحزب انتخبوا نواباً وآخرين وزراء. ولا يعارض حكمتيار مبدأ التفاوض مع كابول في ظل وجود قوات أجنبية.