إسلام آباد، كابول - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - أعلن الناطق باسم حركة «طالبان» ذبيح الله مجاهد أمس، ان الحركة لا تشارك في محادثات السلام التي باشرها «الحزب الإسلامي»، أحد ثلاث جماعات متمردة رئيسية في أفغانستان، مع الرئيس حميد كارزاي، وأنها لن توافق على فتح حوار قبل انسحاب القوات الأجنبية. وقال مجاهد: «موقفنا واضح وكررناه مرات بأننا لن نشارك في محادثات طالما بقيت قوات أجنبية على أرض أفغانستان تقتل يومياً مدنيين أبرياء. ونعتبر وجود ممثلين عن الحزب الإسلامي في كابول خياراً شخصياً». ويمكن ان يغير التوصل الى سلام منفرد مع «الحزب الإسلامي» بزعامة رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار، ميزان القوى على الأرض شرق أفغانستان وشمال شرقها حيث ينشط أنصاره، علماً ان وفد الحزب الذي زار كابول برئاسة قطب الدين هلال نائب حكمتيار، وغيرت بهير زوج ابنة رئيس الوزراء السابق، عرض خطة سلام من 15 نقطة تتضمن الدعوة الى سحب كل القوات الأجنبية هذا العام، فيما أعلن ناطق باسم الحزب ان المطالب قابلة للتفاوض. ويشكل اللقاء العلني الأول وجهاً لوجه بين وفد الحزب وكارزاي منعطفاً، باعتبار ان اللقاءات السابقة مع المتمردين كانت سرية، ورُتّبت عبر وسطاء التقوا غالباً خارج البلاد. كما ان إرسال حكمتيار زوج ابنته يعد مؤشراً الى رهانه على نجاح المحادثات. ويدين بهير للرئاسة الأفغانية بتدخلها لإطلاقه أواسط العام 2008، بعدما اعتقلته الاستخبارات الباكستانية وسلمته الى الأميركيين الذين استجوبوه وأوعزوا الى كابول بإيداعه سجن بولي شرخي، في ضواحي العاصمة الأفغانية. ولا يشكل اتفاق كابول مع حكمتيار انجازاً لها، بل قد يشجعها على محاولة إجراء محادثات مع «طالبان»، أكبر جماعة متمردة في أفغانستان، تنشط في أنحاء البلاد، وسيطرت على أراضٍ للحزب الإسلامي في معاقله خلال الشهور الأخيرة، ودفعت ببعض مقاتلي الحزب الى طلب حمايتها. في غضون ذلك، رحب ستيفان دي ميستورا مبعوث الأممالمتحدة لدى أفغانستان بلقاء كارزاي وفد «الحزب الإسلامي»، وقال: «أي حوار يعتبر مفيداً ويجب أن يكون مهماً. اما بالنسبة الى مضمون المحادثات فأترك ذلك للسلطة الأفغانية، لكن حصولها نبأ جيد». وبدأ كارزاي أمس زيارة للصين تهدف الى كسب استثمارات للمساعدة في إعادة بناء أفغانستان، وتعزيز العلاقات مع بكين عبر توقيع عدد من الاتفاقات بينها صفقات اقتصادية.