بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض أمس، الوضع في سورية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون الذي قال ناطق باسمه إنه حض على إيجاد سبل لتقوية وضع مقاتلي المعارضة السورية. وأضاف الناطق أن كامرون حرص على أن يناقش مع أوباما «كيف يمكنهما تأسيس معارضة أقوى موثوق بها بشكل أكبر من الناحية السياسية وعلى صعيد العمليات داخل سورية». واتصل كامرون هاتفياً بوزير الخارجية الأميركي جون كيري لبحث الوضع في سورية قبل الزيارة. وقال الناطق البريطاني إنهما بحثا «كيفية تعاون المملكة المتحدةوروسيا وأميركا للنجاح في تحقيق خطة عقد مؤتمر دولي للسلام بحلول نهاية الشهر». وكانت مصادر بريطانية أشارت إلى أن كامرون الذي ناقش الأزمة السورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة الماضي رصد تحولاً طفيفاً في الموقف الروسي من الصراع السوري يأمل في أن يسهل عقد مؤتمر جنيف-2 للتوصل إلى عملية انتقال سياسي. ورغم عدم ظهور بوادر على أن روسيا تسحب تأييدها لحكومة الرئيس بشار الأسد، فإن المصادر قالت إن الاجتماع الذي جرى في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود أظهر أن موسكو أكثر قبولاً للتعامل مع الغرب في الشأن السوري. واستمر الاجتماع لفترة أطول بكثير مما كان مقرراً وهيمنت عليه القضية السورية. وقالت المصادر إن بوتين طلب من كاميرون أن يشرح موقفه من الصراع. وفي الأسبوع الماضي أعلنت الولاياتالمتحدةوروسيا مساعي مشتركة لدفع الحكومة السورية والمعارضة إلى المشاركة في مؤتمر دولي في أول مبادرة ديبلوماسية من نوعها لوقف الحرب الأهلية في سورية. ووصف كامرون خلال توجهه إلى الولاياتالمتحدة المحادثات مع بوتين بأنها «في غاية الإيجابية وجيدة»، وقال «سعدت جداً لأنه في حين أنه لا يخفى على أحد أن لبريطانيا وروسيا موقفين مختلفين من سورية، اندهشت جداً خلال محادثاتي مع الرئيس بوتين لأن هناك إدراكاً بأن من مصلحتنا جميعاً جعل سورية تنعم بالأمن والأمان في وجود مستقبل ديموقراطي تعددي وإنهاء عدم الاستقرار الإقليمي». وقال كامرون إنه سيتحدث مع أوباما بشأن ما يمكن فعله للمساعدة على تسريع الاقتراح الأميركي الروسي، كما من المرجح أن يبحث قضية حساسة هي تسليح المعارضة قبل انتهاء حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي في سورية الشهر المقبل. وتسعى بريطانيا وفرنسا إلى رفع الحظر أو تعديله للضغط على الأسد، لكن الولاياتالمتحدة أكثر تحفظاً في ما يتعلق بتسليح مقاتلي المعارضة خشية سقوط أي أسلحة تقدمها في أيدي متشددين إسلاميين. كما ترغب بريطانيا في أن تبحث مع أوباما كيف يمكن أن يعزز البلدان المعارضة السورية بأفضل الطرق، لكن كامرون قال إن التركيز ينصبّ الآن أساساً على السعي إلى حل سياسي. وأوضح أن «هناك أموراً أكبر تحدث هنا، وهو الإدراك بأن من الأفضل كثيراً أن نفعل هذا لتحقيق عملية التحول السياسي عبر مشاركة واتفاق أكبر بين أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وقوى أخرى». وفي ستوكهولم، أعلن أن كيري سيصل إلى العاصمة السويدية اليوم للبحث في قضايا عدة، بينها سورية. وقالت الحكومة على موقعها الإلكتروني إن الوزير الأميركي سيلتقي نظيره السويدي كارل بيلت ثم رئيس الوزراء فريدريك راينفيلت، وإن «قضايا راهنة في السياسة الخارجية ستبحث، بينها التطورات المقلقة في سورية وإمكان إعطاء دفع لعملية السلام في الشرق الأوسط وكذلك التزام الأسرة الدولية في أفغانستان في المستقبل».