يبدأ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الاثنين اول زيارة للولايات المتحدة منذ فوز الرئيس باراك اوباما بفترة رئاسية ثانية. وتستغرق الزيارة ثلاثة ايام يجري خلالها كاميرون محادثات في البيت الابيض مع اوباما تهدف الى المساعدة في التوسط باتفاق سلام سوري وتحفيز المحادثات بشأن التوصل لاتفاقية تجارية بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة. ويقوم كاميرون بعد ذلك بزيارة لبوسطن للحصول على معلومات تفصيلية من مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن التفجيرين اللذين وقعا في المدينة لمعرفة اذا كان لبريطانيا ان تستفيد من كيفية رد الولاياتالمتحدة على ذلك. ومن المتوقع ايضا ان يقدم كاميرون تعازيه في ضحايا الهجوم. وستحتل الديبلوماسية العالمية مكانا بارزا خلال زيارة كاميرون ويأمل الزعيم البريطاني ان يساعده الرئيس الاميركي في الإعداد لاجتماع قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية الشهر المقبل وان تتمكن الدولتان الى جانب روسيا من المساعدة في ايجاد تسوية سياسية لسوريا. وتبدأ زيارة كاميرون في البيت الابيض وتنتهي في نيويورك حيث من المتوقع ان يشارك في محادثات الاممالمتحدة بشأن الاتفاق على اهداف جديدة للتنمية العالمية. وتؤكد زيارته الاهمية المستمرة "للعلاقة الخاصة" التي تربط بريطانيا والولاياتالمتحدة حتى في الوقت الذي تسبب فيه تخفيضات ميزانية الدفاع البريطانية والحديث عن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي قلقا بين كبار النواب الاميركيين الذين يخشون من تزايد ضعف الحليف الوثيق لبلادهم. واتصل كاميرون هاتفيا بوزير الخارجية الاميركي جون كيري لبحث الوضع في سوريا قبل الزيارة. وقال متحدث من مكتب كاميرون انه تحدث بشأن "كيفية تعاون المملكة المتحدةوروسيا واميركا للنجاح في تحقيق خطة عقد مؤتمر للسلام بحلول نهاية الشهر". واضاف المتحدث ان كاميرون يحرص ايضا على ان يبحث مع اوباما كيفية تعاون بريطانيا والولاياتالمتحدة لاقامة معارضة اقوى واكثر مصداقية داخل سوريا. ولكن احتمال ابرام اتفاقية تجارية بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة والمكاسب المربحة التي ستحققها مثل هذه الاتفاقية للبلدين هو ما حرص كاميرون على التشديد عليه قبل الزيارة حتى في الوقت الذي قال فيه احد وزراء حكومته انه يعتقد انه يتعين على بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الاوروبي. ويأمل كاميرون بشكل خاص ان يساعده اوباما في التوصل لاتفاق لبدء محادثات بشان مثل هذه الاتفاقية التجارية على هامش اجتماع قمة مجموعة الثماني وهو انجاز يعتقد انه سيعزز الاقتصاد العالمي في وقت لا تشهد فيه بلاده ودول اخرى كثيرة سوى انتعاش اقتصادي هش. وقال كاميرون في مقال في صحيفة وول ستريت جورنال ان الاتفاقية التجارية بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة يمكن ان تعزز الاقتصاد البريطاني بنحو عشرة بلايين جنيه استرليني سنويا والاقتصاد الاميركي بنحو 63 بليون جنيه استرليني سنويا.