كابول - أ ب، أ ف ب - تبنى حلف شمال الأطلسي عقيدة قتالية جديدة في أفغانستان، ترتكز الى كسب ثقة الأفغان الذين «سيقررون من سينتصر في الحرب»، وحمايتهم بهدف الحصول على دعمهم. في غضون ذلك، نجحت قوات التحالف أمس، في قتل الملا مسلم، أحد قادة حركة «طالبان» في شرق البلاد، و12 من مقاتليه في اشتباك مسلح اندلع مع جنود دوليين وافغان، داخل عيادة طبية في بلدة سا حوزة في ولاية بكتيكا (شرق)، وذلك بعدما قصد الملا مسلم العيادة لتلقي العلاج من جروح أصيب بها في تبادل للنار حصل خلال يوم الانتخابات في 20 الشهر الجاري. وأوضح حميد الله زواك الناطق باسم الحكومة الإقليمية ان المعركة استمرت ست ساعات، وأسر فيها ستة متمردين آخرين، فيما قتل جندي أميركي، مشيراً الى ان استدعاء مروحية قتالية أميركية وضع حداً للمعركة التي «لم يسقط فيها أي مدني». وعمم الجنرال ستانلي ماكريستال قائد قوة حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية في أفغانستان، وثيقة مؤلفة من سبع صفحات ابلغ فيها عناصره ان مهمتها «حماية الشعب الأفغاني الذي سيقرر من سيربح الحرب، ونحن (الحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية) نقاتل للحصول على دعمه». يأتي ذلك في أعقاب إعفاء سلف ماكريستال من منصبه في ايار (مايو) الماضي، اثر خطأ فادح ارتكبه الجيش الأميركي غرب أفغانستان. وخلصت لجنة تحقيق أفغانية الى ان 97 مدنياً افغانياً قتلوا في غارات للقوات الأميركية في ولاية فرح. وتحدثت الحكومة الأفغانية في حينه عن 140 قتيلاً مدنياً فيما اعترفت القوات الأميركية بسقوط 20 الى 30 مدنياً، مشيرة الى انها قتلت 60 الى 65 من عناصر «طالبان». وشكلت هذه الحصيلة واحداً من اسوأ الأخطاء العسكرية منذ اجتاح التحالف بقيادة الولاياتالمتحدةأفغانستان في 2001. وأدى هذا الخطأ الى إثارة غضب الأفغان على القوات الأجنبية المسؤولة اصلاً عن مقتل العديد من المدنيين. واثر ذلك، أعلنت الإدارة الأميركية مقاربة جديدة للأزمة الأفغانية. على صعيد آخر، استمر الغموض في شأن موعد إصدار النتائج النهائية الرسمية للانتخابات الرئاسية، وسط مخاوف من ان يؤدي تشكيك المرشحين في النتائج الى اندلاع أعمال عنف، فيما امتنعت اللجنة الانتخابية عن إعلان نتائج إضافية للاقتراع الرئاسي أمس من اجل التركيز على اقتراع المجالس الإقليمية، ما جمّد نسبة الفرز المعلنة للأصوات عند 17 في المئة، في وقت يطرح تدني نسبة المشاركة في الانتخابات التي لم تتجاوز 35 في المئة، اسئلة حول شرعية المرشح الفائز والصلاحيات التي سيتمتع بها لدى ظهور النتائج النهائية منتصف ايلول (سبتمبر) المقبل. وتشير النتائج الأولية المعلنة حتى الآن إلى تقدم الرئيس حميد كارزاي بنسبة 43 في المئة من الأصوات في مقابل 34 في المئة لمنافسه عبدالله عبدالله. وكلا النسبتين تحتمان إجراء جولة إعادة يحتمل أن تزعزع استقرار البلاد في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل. وفي باكستان، قتل 15 شخصاً على الأقل غالبيتهم من رجال الشرطة، في تفجير انتحاري استهدف مباني سكنية لقوات الأمن في منطقة ممر خيبر (شمال غرب) الحدودي مع أفغانستان، فيما سقط 8 اشخاص في غارة جوية شنتها طائرة استطلاع اميركية تعمل من دون طيار على مجمع تستخدمه «طالبان» في بلدة كانر كرام في اقليمجنوب وزيرستان (شمال غرب). على صعيد آخر، أصدرت الشرطة الدولية (إنتربول) مذكرتي اعتقال في حق حافظ صعب سعيد، مؤسس جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية المحظورة وزكي الرحمن الأخوي أحد زعماء الجماعة والذي يعتقد بأنه قائد عملياتها ومخطط هجمات بومباي نهاية العام الماضي ما أسفر عن قتل 188 شخصاً.