عبدالرحمن حسن الحمدان (12 عاماً) بطل العالم للسباحة لذوي الاحتياجات الخاصة، ولد بإعاقة حركية وصعوبات تعلم، واستطاع بدعم من والديه وشقيقه يوسف اجتياز الصعوبات في طريقه للمضي نحو النجاح. لم يتخيل عبدالرحمن في يوم بأن يصبح بطلاً عالمياً يمثل المملكة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، «فالصدفة» أخذت طريقه للنجاح حينما فكر والده بدخوله عالم السباحة في مدارس تعليم السباحة التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب لتعلم السباحة في الماء الدافئ وهو جزء من العلاج الطبيعي، وعلى رغم خوف والده من وقوعه في الماء وعدم التحكم في جسده أثناء السباحة، إلا أن عبدالرحمن تمكن من السباحة لمسافة 25 متراً وسط ذهول الجميع في مسابقة السباحة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة المقامة في مدينة الإحساء، وحصل على الميدالية الذهبية، وفُتحت أمامه آمال كبيرة للمشاركات المحلية والعربية والدولية، وحصل عبدالرحمن في 11 مشاركة على 18 ميدالية محلية و6 ميداليات دولية، ولقب بقرش الصحراء، والمعجزة السعودية، وقاهر المياه، والبطل القادم من جزيرة العرب، ويحلم عبدالرحمن كغيره من الأطفال بحمل البطولة للمملكة كأصغر طفل سباحة من ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى أنه يكتم أنفاسه تحت الماء لأكثر من 5 ثوانٍ، وله موقع إلكتروني يتواصل من خلاله مع جميع الأصدقاء واللاعبين دشنه الأمير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب ويحمل الموقع العنوان التالي http://www.desert-shark.com . والدة عبدالرحمن ويوسف (9 أعوام) وعصام (5 أعوام) تحلم لهم دائماً بالتفوق وتشجعهم لتحقيق أحلامهم، تقول: «تعتبر حياة عبدالرحمن في المنزل عادية مثلها مثل جميع الأطفال الذين يتشاجرون ويشعرون بالغيرة ويلعبون ويمرحون، وعلى رغم وجود شيء من الغيرة بينهم إلا أنني مع والده نحاول إبعاد مشاعر الغيرة قبل أن تكبر في نفوسهم، وبالنسبة لعلاقة عبدالرحمن مع أصدقائه في المدرسة فهي جداً رائعة، إذ يتميز بشعبية كبيرة، ولا يحب التغيب عن المدرسة حتى لو تأخر في النوم باكراً، ودائماً أشجعه حينما يقرر الذهاب لبطولة عالمية، إذ يستعد للسفر للخارج وينظر لعيناي ويعلم ما أحس، وعلى الفور يغمرني بالحنان والطيبة ويكافئني بالفوز، فهو يأخذ مني الرحمة والإحساس، ومن والدة القوة، وهذا الإحساس حينما يجتمع يعطي الطفل دافعاً للقوة والنجاح». ولأن يوسف (9 أعوام) يشعر أنه ذو شخصية قوية ورجل منذ صغر سنه، إذ تحمل مسؤولية شقيقه منذ الصغر حتى يتوج بالفوز في بطولاته، يقول: «أنا أعتبر القوة الثانية لشقيقي عبدالرحمن، فأنا المسؤول عنه بعد والدي ووالدتي، حفظهما الله، وأشجعه وأساعده بكل شيء». وتعتبر شخصية يوسف بارزة، إذ يعتمد على نفسه كثيراً، وله آراؤه الخاصة، ويختار كل شيء من ذاته، ويمتلك الكثير من المواهب مثل السباحة، واللعب في الكومبيوتر والرسم، ويتميز بشخصية مستقلة تتحمل المسؤولية الكاملة «حينما أكبر سأصبح كابتن طيار وأتجول في جميع بلدان العالم».