قدّر مصدر سياسي إسرائيلي مطّلع على الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، أن تتكلل هذه المحاولات بالنجاح الشهر المقبل، وأن تتم فعلاً عودة الطرفين إلى المفاوضات المباشرة. ومن المتوقع أن يعود كيري إلى المنطقة بعد أسبوعين سيستغلهما لممارسة ضغوط على الدول العربية وعلى الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات. وذكر المصدر، بناءً لما جاء في الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» ولم تؤكده أوساط رسمية، أن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة قائمة بالخطوات أبدت استعداداً لتنفيذها، وتشمل تجميداً أو تخفيفاً صامتاً للبناء الاستيطاني في المستوطنات خارج التكتلات الاستيطانية الكبرى، مضيفاً أن إسرائيل تنتظر رد الفلسطينيين وموقفهم الرسمي، «ومع ذلك، فإن الاتجاه الذي نسير نحوه الآن هو استئناف المفاوضات في غضون الفترة القريبة المقبلة». ويعني هذا «القبول» الإسرائيلي أنه يمكن لإسرائيل أن تواصل مشاريع البناء في التجمعات الاستيطانية الكبرى في محيط القدس وغرب الضفة الغربية المحتلتين التي تعتبرها الدولة العبرية جزءاً منها في إطار أي اتفاق سلام، على أن توقفه في المستوطنات «النائية»، أي تلك التي بقيت شرق الجدار العازل. وتابع المصدر أن الفلسطينيين وافقوا، بعد رفض سنوات، على استئناف المفاوضات الاقتصادية مع إسرائيل، وأن الأسابيع الأخيرة شهدت فعلاً مفاوضات كهذه، معتبراً هذه الموافقة إشارة إضافية إلى حصول مزيد من التقارب بين الجانبين نتيجة إصرار إدارة الرئيس باراك اوباما على تحريك العملية التفاوضية في أقرب وقت ممكن. وقال إن الفلسطينيين رفضوا منذ تسلم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو منصبه قبل اربع سنوات إجراء مفاوضات اقتصادية لخشيتهم من أن يشكل السلام الاقتصادي بديلاً للسلام السياسي الذي يعني إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ونقل الموقع الإخباري عن مصدر إسرائيلي آخر قوله إن إسرائيل مستعدة للقيام بخطوات تسهّل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية تشمل تسهيل حرية الحركة والتنقل على الفلسطينيين، وربما الإفراج عن بعض الأسرى الأمنيين، «لكن ذلك (الإفراج) ليس أكيداً». وتابع أن نتانياهو مستعد للتوصل إلى تفاهمات مع الأميركيين لتسهيل مهمة استئناف المفاوضات، لكنه ما زال يرفض الشروط الفلسطينية المسبقة لذلك. وأضاف: «لدى إسرائيل مصلحة حقيقية في التوصل إلى تفاهمات تساعد في استئناف المفاوضات، لكن لن تكون هناك تفاهمات مكتوبة مع الأميركيين ... وستظهر النتائج جلية في الميدان قريباً». وكان مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية باتريك فانتريل قال مساء اول من امس تعليقاً على اعلان اسرائيل بناء 294 وحدة جديدة في مستوطنة «بيت ايل» قرب رام الله: «كما قال الرئيس (اوباما)، على الاسرائيليين ان يقروا بأن نشاطاً متواصلاً للاستيطان أمر غير بناء بالنسبة الى قضية السلام». واضاف ان «فلسطين مستقلة ينبغي ان تكون قابلة للحياة مع حدود حقيقية يتعين ترسيمها. انه امر قلناه مرات، وموقفنا لم يتغير». كما التقى كيري أول من أمس في روما الموفد الخاص للجنة الرباعية في شأن الشرق الاوسط توني بلير في محاولة لاستئناف عملية السلام، وأجريا محادثات مغلقة لمدة ساعتين بعد ان التقى كيري وزير الخارجية الاردني ناصر جودة.