تتضارب التقارير الصحافية في إسرائيل حول نتائج زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى كل من القدس ورام الله مطلع هذا الأسبوع. وغداة أنباء عن رفض إسرائيل مقترحات كيري المختلفة المتعلقة بتسهيل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، نقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» على شبكة الإنترنت عن مصادر سياسية إسرائيلية مطلعة على محادثات كيري مع سدنة الدولة العبرية، قولها إن إسرائيل وافقت «بشكل غير رسمي وهادئ» على تجميد البناء خارج «الكتل الاستيطانية الكبرى»، أي شرق الجدار العازل، لتمكين الفلسطينيين من العودة إلى طاولة المفاوضات. ويضع الفلسطينيون مسألة تجميد البناء في المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة شرطاً لاستئناف المفاوضات، لكن إسرائيل باتت تميز بين «التكتلات الاستيطانية الكبرى» التي ابتلعها الجدار العازل إلى داخل أراضيها، وسط إجماع الأحزاب الصهيونية بوجوب ضمها إلى إسرائيل في إطار أي اتفاق سلمي في المستقبل، وبين «مستوطنات نائية» مقامة في قلب الأراضي الفلسطينية، وثمة من يرى في إسرائيل أنه يمكن في إطار الحل الدائم الانسحاب منها. وقال مصدر كبير للصحيفة إن إسرائيل مستعدة لوقف النشاط الاستيطاني في المستوطنات شرق الجدار من خلال تفاهمات هادئة مع الولاياتالمتحدة ومن دون الإعلان عنها. وتابع أن إسرائيل لمست من الوزير كيري إصراره على استئناف المفاوضات بينها وبين السلطة الفلسطينية باعتباره «خطوة استراتيجية» بنظره، وعليه يتطلب الأمر من إسرائيل التجاوب مع بعض الشروط الفلسطينية «أيضاً من أجل إنزال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) عن الشجرة التي تسلقها برفضه المفاوضات». ولن يقرر المسؤولون الإسرائيليون علناً باستعداد إسرائيل لوقف البناء في المستوطنات شرق الجدار، لكن ثمة بلورة لمثل هذه المعادلة وراء الكواليس وبهدوء. يشار إلى أن وزير البناء والإسكان اوري أريئل، من حزب «البيت اليهودي» اليميني المتطرف الذي يمثل المستوطنين في الحكومة، أكد مع مغادرة كيري إسرائيل أن «إسرائيل ستواصل البناء في كل مكان». إلى ذلك، أكد المصدر التقارير التي أفادت أن إسرائيل رفضت التجاوب مع الطلب الفلسطيني القيام بمبادرات حسن نية تجاه السلطة الفلسطينية، مثل الإفراج عن أسرى في السجون الإسرائيلية أو الانسحاب من أراض من المنطقة «سي» لتمكين السلطة الفلسطينية من إقامة مشاريع اقتصادية فيها. وقال: «ثمة توافق في الرأي بين وزراء الحكومة بعدم الخنوع لأي شرط مسبق. والشروط المسبقة التي يضعها الفلسطينيون لاستئناف المفاوضات تشكل دليلاً على أنهم يرفضون السلام ومحاولة لوضع عراقيل أمام إمكان استئناف المفاوضات المباشرة». وأضاف أنه في المقابل، لا تضع إسرائيل أي شروط مسبقة في ما يتعلق باستئناف المفاوضات، ولا حتى شرط الاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي... ولن تكون أي بادرة حسن نية، ولن يتم الانسحاب من أي أراضٍ». وتحدث عن أن إسرائيل «على استعداد في حال استئناف المفاوضات للبحث في جميع قضايا التسوية، وعندها ستطرح مطلب الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية ومطلب إعلان نهاية النزاع».