واصل وفد نواب كتلة حزب «الكتائب» جولته على القيادات والكتل النيابية للتباحث في اقتراح الحزب تعديل الدستور اللبناني عبر إدخال فقرة في مقدمته تتبنى حياد لبنان عن صراعات المنطقة، فزار الوفد امس برئاسة النائب سامي الجميل والأعضاء: نديم الجميل، فادي الهبر، إيلي ماروني وسامر سعادة، رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة في حضور الوزير السابق محمد شطح والنواب في كتلة المستقبل: عمار حوري، نبيل دي فريج، جان أوغاسابيان، عاطف مجدلاني، محمد قباني وجمال الجراح. وقال سامي الجميل ان اللقاء «كان ممتازاً جداً وطرحت الأمور بشكل جدي»، آملاً ب «أن نتمكن من استكمال هذه الجولة في الأيام المقبلة». وأضاف: «تيار المستقبل مرحب جداً بالطرح، مع إبداء بعض الملاحظات التي سنأخذها في الاعتبار في الصياغة النهائية. وبعد الانتهاء من جولتنا، سنحاول وضع صياغة نهائية لعرضها على الكتل النيابية للتوقيع عليها، ولمعرفة الكتل التي ستوقع»، معتبراً أنها «محطة جديدة ومهمة في مسيرة 14 آذار لحماية لبنان وسيادته». وقال حوري: «استمعنا إلى الاقتراح بكل اهتمام وإيجابية، والمتعلق بموضوع الحياد الذي نعتبر أنه انطلق فعلياً من إعلان بعبدا ويعمل زملاؤنا في «حزب الكتائب» على تجديده اليوم بصياغة قانونية»، مشيراً إلى أن «هناك بعض الملاحظات الإيجابية على النص، وستستكمل للوصول إلى صياغة موحدة». وأعرب عن أعتقاده أن «هذا المضمون يحظى بإجماع اللبنانيين، خصوصاً بعدما أصبح واضحاً للجميع أن الأسباب الموجبة تنطلق من ثوابت وطنية الكل يجمع حولها، وتتعلق بالتزام لبنان بالأمم المتحدة وبالمواثيق الدولية وبجامعة الدول العربية، وبالتالي ليست هناك من إشكالية حول النص، ونشد على يدهم للوصول إلى النص النهائي». وأوضح حوري «أن الملاحظات ليست اعتراضية، وإنما تتعلق بالصياغة». وزار الوفد الكتائبي رئيس المجلس النيابي نبيه بري. واعلن نديم الجميل أن بري «أبدى بعض التحفظات (على الاقتراح) خاصة بالتوقيت في المرحلة التي نبحث فيها بقانون الانتخاب، لكنه بالمضمون وأهمية الموضوع كان مؤيداً جداً». وقال: «سنزور الكتل لطرح الموضوع، وطلبنا موعداً من كتلتي الوفاء للمقاومة وجبهة النضال الوطني للحصول على اكبر تأييد للاقتراح». بري: يجب أن يتضمن استثناءين وأوضحت مصادر بري أن «موضوع الحياد كان طرح أثناء الحوار الوطني واتخذ بري آنذاك الموقف ذاته الذي كان اتخذه سابقاً البطريرك الماروني المعوشي عام 1958 والذي جاء فيه: نحن جميعاً في لبنان طلاب حياد ولكن الحياد يقره لبنان بملء حريته وبالاتفاق والانسجام مع الدول العربية. أما التدويل والحياد المقرر في الخارج فلا يمكن مطلقاً القبول به لأنه يعني انتداباً إجماعياً علينا. والحياد الذي نريده لا يمكن أن نستقي مبادئه من الحياد النمسوي أو أن تنعكس عليه إرادة الأجانب، وهو في كل حال يجب أن يتضمن استثناءين: أولهما خاص بإسرائيل، وثانيهما خاص بالبلاد العربية إذ لا يجوز أن نكون محايدين بالنسبة إلى البلاد العربية التي نحن جزء منها». وكرر بري، وفق ما أفاد مكتبه الإعلامي، أنه «مع هذا الكلام تماماً وسيدرس الاقتراح ليتخذ المواقف المناسبة منه انطلاقاً من هذه المبادئ أعلاه». وكان السنيورة التقى أمس المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، واستعرضا الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة.