أصاب التراجع الأخير لسعر الذهب المستثمرين السويسريين بصدمة كبيرة بعدما هبط أكثر من 100 دولار للأونصة من نحو 1500 دولار إلى ما دون 1350 دولاراً. وتربط أسعار الذهب علاقة قوية بأسعار المواد الأولية وتأرجح الدولار، إلا أن بعضهم يُحمل أزمة قبرص المالية جزئياً، مسؤولية التأثير على الاستثمارات بالذهب. ويصعب على مستشاري إدارة الأموال في العالم إبعاد المستثمرين عن الذهب، إذ يعتقدون أن المعدن الأصفر والنفط سيعاودان الارتفاع بمساعدة عوامل اقتصادية نفسية ستفرض ذاتها على أسواق المال خلال الأشهر المقبلة. وعلى صعيد الاستثمار في المجالات المتاحة، يراقب السويسريون مؤشري «دي جي يو بي أس إيندكس» و «غولدمان ساكس جي اس سي آي» الذي ارتفع 2.5 في المئة في سنة، ويربط خبراء هذا الانتعاش بمفاجآت وتغيرات ستطرأ على أسواق السلع الأولية. وفي ما يتعلق بالعوائق والصعوبات التي تواجهها المواد الأولية، يراقب خبراء مؤشر «لندن ميتال اكسشنج ايندكس» عن كثب. فعلى رغم أنه تراجع 1 في المئة إلى 3300 نقطة في آذار (مارس) الماضي و8.3 في المئة في الربع الأول من السنة، مقارنة بمستواه قبل ثلاث سنوات عندما كان يرسو على 4500 نقطة، يعتبر مراقبون هذه الخسارة محدودة وستعطي المؤشر فرصاً عظيمة للانتعاش بقوة قبل نهاية السنة. ويرتبط انتعاش المؤشر بارتفاع أسعار المواد الأولية تدريجاً، ولكن تجب مراقبته حتى نهاية تموز (يوليو) المقبل قبل اتخاذ أي قرار بالاستثمار. وبالتدقيق في أسعار المواد الأولية على المدى المتوسط في التقارير السويسرية المتوافرة، يظهر أن أسعار الألومنيوم ستقفز 12.7 في المئة في الخريف المقبل، والنحاس 5.8 في المئة، أما على مستوى المنتجات الزراعية، مثل الكاكاو وزيت الصويا والقطن، فستقفز أسعارها 1.8 في المئة مع نهاية فصل الصيف. ونظراً إلى أسعار الذهب والنفط التي لم تتطابق هذه السنة مع التوقعات المرتفعة، سيعمل كبار التجار الدوليين على تقليص إنتاجهم وبالتالي ستتراجع العروض في الأسواق، ما سيثير خوف المستثمرين الذين يُتوقع أن تنتعش طلباتهم الشرائية. وبذلك سيرتفع سعر برميل النفط تدريجاً بمعدل 15 دولاراً، في حين يُرجح أن يرسو سعر أونصة الذهب على نحو 1575 دولاراً حتى تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.