كشف رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية الدكتور عبداللطيف آل الشيخ عن وجود متشددين يريدون من جهاز الهيئة السير على منهج جهيمان الذي اقتحم الحرم المكي عام 1979، موضحاً أن تقنين أو منع زواج القاصرات في السعودية يحتاج إلى قرار سياسي. وأكد الدكتور آل الشيخ في كلمة ألقاها خلال حضوره إثنينة عبدالمقصود خوجة في جدة ليل أول من أمس، وجود من يريد من جهاز الهيئة أن يكون يداً باطشة ومتسلطة، وأنهم يريدون أن تسير الهيئة على منهج أبي لهب وجيهمان. وبين أنه تعرض لهجوم قبيل تعيينه بثلاثة أيام من قبل متشددين «رفض تسميتهم» من خلال وصفهم له بال «تغريبي» عندما ألغى نظام المتعاونين في الهيئة وأوصاف بشعة أخرى، كما أن الهيئة تواجه حملة شرسة من جانبهم في محاولة للضغط عليه لعدم التساهل في الستر. وأضاف «منعنا المتعاونين، لصعوبة تحديد هوية الشخص المخطئ الذي يسيء لهذه الشعيرة بقصد أو من غير قصد، ويقدرون بعشرات الآلاف منهم موظفون، عسكريون، طلاب، ومنهم عاطلون يروي كل واحد منهم أنه الحاكم بأمر الله». وأفاد بأنه واجه الكثير من العقبات والمحاذير منذ بداية عمله في الهيئة، بيد أنه استطاع أن يتعدى الكثير منها، فهو ينتهج سياسة الباب المفتوح في رئاسة أحد أكثر الأجهزة سخونة في السعودية، إضافة إلى انطلاقه من طرق عدة كتدوير القيادات، وإتاحة الفرصة للشبان، المتابعة وإيجاد الدورات الكثيرة لمنسوبي الهيئة. وأكد أن وضع قانون لمنع أو تقنين زواج القاصرات يحتاج إلى قرار سياسي، لافتاً إلى أن الهيئة حريصة على توفير فرص عمل للمرأة، وهي تعمل على توفير بيئة مناسبة لعملها، مشيراً إلى عدم وجود نظام مكتوب تستطيع الهيئة أن تحاسب عليه رب العمل إن أساء للعاملة. وحول طلب الهيئة من وزارة المالية إحداث 600 وظيفة نسائية، أفاد آل الشيخ بأنه كان من أولوياته في عمله رئيساً للهيئة إيجاد كادر نسائي يقدمن لأخواتهن الخدمة ويعنّ الجهاز على أداء وظيفته، ولكن علينا الدعاء ومن الله الاستجابة، متعهداً بإنصاف جميع من تضرر من جهازه، «لو كانت الهيئة تخطئ خطأً واحداً كل أسبوع لما بقيت في هذا الجهاز يوماً واحداً». وشدد على ضرورة عدم تضخيم سلبيات الهيئة، وأن عمل الهيئة مؤسساتي، والقرار لا يتخذ من جانب الفرد حتى في الميدان إنما يرجع إلى مرجعه ليوجهه بالأوامر، ويتم الستر على آلاف القضايا، مضيفاً «لابد من عمل موازنة، وليس من العدل تكبير الأخطاء وغض النظر عن الإيجابيات». وقال إن جهاز الهيئة سيكون رسالة إيجابية لجميع شعوب العالم من خلال العمل المنظم الذي يجتمع فيه العمل الوظيفي والخيري، مشيراً إلى عدم الإصغاء إلى المتطرفين والمتشائمين سواء من يستخدم التطرف الديني أم الإباحي للنيل من وحدتنا أو أمننا أو التشكيك في ثوابت ديننا. وأكد أن التنظيم الجديد للهيئة الذي صدر منذ أكثر من شهر سيكفل تحقيق العدالة ويعتبر دليلاً لأعضاء الهيئة، كما أنه بعد إعداد اللائحة التنفيذية ستكون نبراساً جيداً للدليل الإرشادي للعامل في الميدان، مضيفاً «لدينا اتفاقات مع أكثر من 37 جامعة تعمل في إعداد دورات لمنسوبينا، كما لدينا اتفاقات مع وزارة الخارجية، لتعامل منسوبي الهيئة مع الضيوف والوافدين والديبلوماسيين، وكذلك لدينا اتفاق مع الادعاء العام لتدريب منسوبي الهيئة في كيفية التعامل مع الإجراءات الضبطية، إضافة إلى جملة من الاتفاقات مع أجهزة عدة التي نعتقد أننا سنستفيد منها كثيراً». ولم يسلم رئيس هيئة الأمر بالمعروف من الانتقادات التي طالت أداء الهيئة من جانب المشاركين، إذ أكد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» الدكتور هاشم عبده هاشم أن جهاز الهيئة يرتكب أخطاء ويستمر في ارتكابها، مع وجود مشكلة حقيقية بين المجتمع والهيئة تكمن في غياب حسن الظن وعدم وضوح وظيفة رجل الهيئة لمنسوبيها، مشيراً إلى تعدي الهيئة على حريات وحقوق الأفراد، واصفاً الهيئة ب «الشرطة البوليسية». من جهته، هاجم الأكاديمي في جامعة الملك عبدالعزيز من قسم اللغة العربية الدكتور عاصم حمدان بعض منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمضايقة زوار المواقع الإسلامية في المدينةالمنورة، مؤكداً أنهم بتصرفاتهم يخدشون الوحدة الوطنية بطلب الهويات بصورة خشنة للزوار الذين يطيلون المكوث في المواقع الإسلامية والمزارات في المدينة. فيما أشار إلى قدرة جهاز الهيئة أخيراً، تحسين الصورة والعلاقة بينها وبين المواطن.