أكد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أن الملك أوصاه حين تعيينه رئيسا للهيئة، بالمحافظة على ثوابت الإسلام وحفظ حق المواطن وعدم تكدير صفو حياته من خلال سلطة الهيئة إما جهلا أو تعسفا، وقال آل الشيخ لدى الاحتفاء به البارحة في اثنينية خوجة في جدة «خادم الحرمين الشريفين أوصاني بأن يكون جهاز الهيئة مثالا يطبق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفقا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم». وأضاف «الملك يحفظه الله - متابع لنا في كل خطوة وإذا وصله تظلما من مواطن وصلنا تساؤله واستفساره في وقت قياسي». وكشف آل الشيخ عن سياساته التي يعمل بها في إدارة جهاز الهيئة منذ توليه رئاسته، قائلا «اعتمدت سياسة الباب المفتوح الذي لا يقفل أبدا، وكذلك الهاتف الذي أتلقى من خلاله الاتصالات المباشرة من الرجال والنساء على مدار الساعة دون حواجز»، وأضاف «اعتمدت منهجية تدوير القيادات وإتاحة المجال للشباب والمتابعة المستمرة لرصد الأخطاء وإيجاد الحلول فضلا عن الاهتمام بتطوير رجال الهيئة من خلال الدورات التدريبية في الداخل والخارج». وأشار آل الشيخ، إلى أنه بادر منذ توليه رئاسة الهيئة بمنع المتعاونين من العمل في الجهاز، مبينا أنه واجه هجوما قويا من البعض، وقال «وصفوني بالتغريبي وغيرها من الأوصاف». وحول جهود الهيئة العام الماضي أوضح آل الشيخ أن إحصائية سجلات الهيئة العام الماضي تضمنت القبض على 215 ساحرا وساحرة في كافة مناطق المملكة، و700 قضية ابتزاز تم حلها بالستر على المبتزات ومعاقبة المبتزين، وقال «قبل أشهر استقبل جهاز الهيئة اتصالا خارجيا من كندا لفتاة تشتكي ابتزاز شخص يقيم في الرياض احتفظ بصور لها وتتبعته الهيئة وتم القبض عليه وإنهاء القضية»، وأضاف «الهيئة تتلقى قضايا مشابهة لفتيات لا يتجاوزن 12 عاما من رجال تجاوزوا ال 40 عاما». وبين رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن قضايا الاتجار بالبشر بلغت 554 قضية فيما ضبطت الهيئة 426 مصنعا للخمور وتم تدميرها، لافتا إلى أن اغلب تلك المصانع تقام في مجاري الصرف الصحي. وأكد آل الشيخ في الاثنينية على أهمية جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إصلاح المجتمع وحل العديد من المشاكل، محذرا من النظر إلى السلبيات دون الايجابيات، وقال «نحن نرحب بالنقد الهادف والبناء ونطلب من المنتقدين العدل». وسلط رئيس هيئة الأمر بالمعروف الضوء على نشأة الهيئة، قائلا «بعد أن استعاد الملك عبدالعزيز الرياض كان هناك من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر احتسابا بدون مقابل، وكان الناس يتقبلون منهم حيث إنهم كانوا من علماء الأمة وليسوا من عوام الناس»، وأضاف «بعد ذلك أنشأ الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - نواة الهيئة وأصبح لها فروع في العديد من المناطق». وشهدت الأمسية عددا من المداخلات والكلمات لكل من الدكتور عبدالمحسن القحطاني، الدكتور عاصم حمدان، عبدالله خياط، والدكتور هاشم عبده هاشم واتفق الجميع على أهمية جهاز الهيئة غير أنهم أكدوا بأن هناك فجوة بين الجهاز والمجتمع نظرا لبعض الأخطاء الفردية التي يقع فيها رجال الهيئة، وطالب الجميع بضرورة تجسير الفجوة بين الجهاز والمجتمع، ورأى الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير «عكاظ»، أنه لابد من الاعتراف بوجود مشكلة بين المجتمع والهيئة مهما تفاوتت بين منطقة وأخرى، وتتلخص في سوء الظن وبالذات بين هذا الجهاز والشباب، مبينا أن السبب يعود إلى عدم وضوح مهمة الهيئة حتى بالنسبة لبعض منسوبيها، وهذا أدى إلى الوقوع في بعض الأخطاء ومنها التعدي على حرية الناس تحت شعار «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وأضاف «علينا أن نعترف أن مجتمعنا ليس من الملائكة وإن كان ليس سيئاً مقارنة بما نرى في المجتمعات الأخرى، لكن جهاز الهيئة يتصرف كشرطة بولوسية ويداهم بعض المنازل والمنتجعات ويرى المجتمع أن في ذلك تعديا على خصوصية و حق الإنسان ومخالفة للقرآن والسنة المطهرة التي تأمر بأن يكون الأمر بالمعروف بالحسنى والستر وليس بالكشف»، وخلص الدكتور هاشم «ليس هناك فرد في مجتمعنا يطالب بإلغاء دور الهيئة، إذا ما عملت وفق المنهج الوسطي البعيد عن التشدد والمساس بحقوق الفرد والعائلة والمجتمع».