واشنطن - رويترز- أكد مسؤول استخباراتي أميركي أن الحكومة الإسرائيلية لم تعط واشنطن «أي تحذير» قبل شن طائراتها غارات على مواقع قرب دمشق، في وقت أعلن مسؤول روسي أن الملف السوري سيكون أساسياً في محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في موسكو اليوم، حيث يسلمه رداً روسياً على مقترحات أميركية في شأن حل الأزمة السورية. وقال المسؤول الأميركي إن إسرائيل هي التي شنت هذه الهجمات على سورية و «تم إبلاغ الولاياتالمتحدة أساساً بهذه الغارات الجوية بعد حدوثها» وتم إخطارها في الوقت الذي كانت القنابل تنفجر هناك. وأضاف: «سيكون أمراً عادياً بالنسبة لهم اتخاذ خطوات عدوانية عندما توجد فرصة ما لسقوط بعض أنظمة الأسلحة المتطورة في يد أناس مثل حزب الله». وأضاف مصدر آخر في الاستخبارات الغربية أن «أحدث هجوم وجه مثل الهجوم السابق ضد مخازن صواريخ الفاتح 110 التي تنقل من إيران إلى حزب الله»، فيما أوضح المسؤول الأميركي: «لا يمكن استبعاد شن هجمات أخرى في المستقبل»، مضيفاً أن «أي أسلحة متطورة تجد طريقها هناك (سورية)، ويبدو أنها في طريقها للوصول إلى عناصر سيئة، هناك احتمال بأن يتم استهدافها أيضاً». وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس نقلاً عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، ترجيحهم أن تُسرّع الغارات الإسرائيلية في سورية، والتهديد السوري بالرد، اتخاذ القرار الأميركي بتدخل واشنطن في الأزمة السورية. ولكن المسؤولين أشاروا إلى أن نشر قوات أميركية في سورية ما زال أمراً غير مرجح، لافتين في الوقت ذاته إلى أن قراراً سيتخذ خلال أسابيع في شأن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة بغية استخدام طائرات وصواريخ أميركية، لكبح قوة النظام الجوية من خلال تدمير الطائرات والمدرجات ومواقع الصواريخ داخل سورية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي بارز رفض الكشف عن هويته، قوله إنه نظراً لزيادة الثقة في «الجيش الحر»، يفضل «فريق الأمن القومي والفريق الديبلوماسي المحيط بالرئيس باراك أوباما زيادة التدخل الأميركي، مشيراً إلى أن مواقفهم تزداد زخماً على رغم تحذيرات مستشاري الرئيس الأميركي السياسيين. وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى النواب والسناتورات الذي كان لديهم تحفظات في شأن زيادة التدخل الأميركي باتوا يرون أن لا مفر من الأمر. إلى ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيس بوتين سيجري اليوم، محادثات مع كيري، تركز على الملف السوري وقضايا تهم البلدين، فيما نشطت الديبلوماسية الروسية قبل اللقاء الذي اعتبرته أوساط روسية حاسماً على صعيد مساعي تقريب وجهات النظر بين روسياوالولاياتالمتحدة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بوتين سيستقبل كيري الذي يزور موسكو وينتظر أن يجري بعد ذلك، جولة محادثات شاملة مع نظيره سيرغي لافروف. وحمل تأكيد الديوان الرئاسي مؤشراً إلى أن موسكو تنوي تسليم كيري رداً على رسالة كان أوباما وجهها لنظيره الروسي أواسط الشهر الماضي وتضم أفكاراً لتقريب وجهات النظر في جملة من الملفات الخلافية. وقالت الخارجية الروسية إن الملف السوري سيكون على رأس لائحة الموضوعات المطروحة للبحث. واستبقت موسكو أمس، الزيارة بنشاط ديبلوماسي واسع إذ أجرى لافروف محادثتين هاتفيتين مع كل من نظيره السوري وليد المعلم والمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، فيما بحث بوتين تطورات الأيام الأخيرة في محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ولم تستبعد أوساط روسية أن تكون موسكو سعت إلى الخروج ب «أفكار محددة» من خلال المشاورات قبيل اللقاء المنتظر اليوم مع كيري، في توجه لاحتواء تصعيد محتمل ومحاولة إحياء مبادرة للتسوية السياسية.