تستكمل واشنطن العمل على الساحة الدولية وخصوصاً في الضغط على الجانب الروسي للتراجع عن دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت توقع المعارض السوري رضوان زيادة والعائد لتوه من موسكو تحولاً في الموقف الروسي في حال أعطت واشنطن الكرملين بعض الحوافز. وفي فندق في ضواحي العاصمة الأميركية عقد «المجلس الأميركي السوري» مؤتمراً حاشداً حضره ممثلون للجالية من مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة، وشارك فيه شخصيات من الإدارة الأميركية وأخرى بارزة في المعارضة السورية. وتحدثت مديرة مكتب سورية ولبنان في مجلس الأمن القومي الأميركي هاجر حجار عن تصميم الولاياتالمتحدة العمل لتكثيف الضغط سياسياً واقتصادياً على نظام الرئيس بشار الأسد، وأشارت إلى أن عزلة الأسد داخلياً وإقليمياً ودولياً «تزداد» ما يؤثر على الاقتصاد السوري. وأشادت المسؤولة الأميركية بالدور التركي ودور الجامعة العربية مؤكدة أن واشنطن تدعم هذه الجهود من دون أن تكون هي في الصدارة، وأكدت أن العمل الديبلوماسي الأميركي مستمر للضغط على روسيا ودفعها للابتعاد عن الأسد، وأن الرئيس باراك أوباما بحث هذا الأمر أخيراً مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف. وحول موقف روسيا، أكد المعارض السوري وعضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري رضوان زيادة ل «الحياة» أن اجتماعاته على مدى الأيام الأخيرة في موسكو كانت «جيدة». وشارك زيادة مع وفد من المجلس في زيارة لروسيا جرى فيها لقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف وبعد إصرار الوفد السوري على أن يكون اللقاء على مستوى «الوزراء». وقال زيادة أن الاجتماع مع لافروف استمر 90 دقيقة، واستحوذت المبادرة العربية 60 في المئة منه، وحيث أكد لافروف دعم موسكو للمبادرة إنما معارضة تجميد عضوية سورية. أما البند الثاني، فكان في حديث الجانب الروسي عن «العصابات المسلحة»، وهو ما رد عليه الوفد بالسؤال لماذا هذه «العصابات» لا تستهدف إلا من هم «ضد النظام». وشدد الوفد للجانب الروسي التأكيد بأن أي مفاوضات أو محادثات مع النظام حول المرحلة الانتقالية تجري «بعد خروج الأسد وكون هناك الكثير من الدماء على يديه». واعتبر الجانب الروسي أن المعارضة تدفع نحو إعادة نموذج ليبيا وموسكو «غير موافقة على هذا الأمر». ورد أعضاء المجلس بالإشارة إلى أنه إذا توقف الدعم الروسي للأسد فهذا يبدد المخاوف من العمل العسكري. في الوقت نفسه كانت هناك ليونة روسيا لجهة موضوع الفيتو في مجلس الأمن واستياء من إحراق العلم الروسي من قبل المتظاهرين. وتوقع زيادة أن يتغير الموقف الروسي في ما يخص قرارات مجلس الأمن ولثلاثة أسباب هي: الضغط الشعبي داخل سورية، الموقف العربي وحرص روسيا على علاقاتها مع باقي الدول العربية، ومفاوضاتها مع الولاياتالمتحدة و «إمكانية تقديم واشنطن حوافز تجارية وعسكرية» لاستقطاب دعم روسيا في هذا الملف.