تمكن مركز زراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، من إجراء 400 عملية زراعة أعضاء ناجحة، منذ تأسيسه قبل نحو 5 سنوات. شملت زرع كلى وبنكرياس وكبد. فيما يعتزم التوسع في مجال زراعة الأعضاء مستقبلاً لتشمل القلب والرئة. فيما يتوقع أن يتمكن المستشفى من إجراء 1000 عملية زراعة أعضاء، قبل الانطلاق التشغيلي لمدينة الملك خالد الطبية. فيما كشف استشاري جراحة زراعة الأعضاء في المستشفى الدكتور محمد القحطاني، أن المملكة تحتل المرتبة ال41 على مستوى العالم في زراعة الأعضاء، لافتاً إلى إحصاءات كشفت أن كلفة إجراء عمليات الزراعة في المستشفيات السعودية، تعادل نحو 34 في المئة في نظيراتها في الولاياتالمتحدة الأميركية. وقدم القحطاني، مساء أول من أمس، محاضرة حول زراعة الأعضاء، نظمها نادي زراعة الأعضاء التابع لجمعية «تنشيط التبرع بالأعضاء» في المنطقة الشرقية «إيثار»، لنشر الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء، بحضور أكثر من 100 طبيب وطبيبة، مختصين في مجال زراعة الأعضاء. وقال القحطاني: «إن مركز زراعة الأعضاء في المستشفى الذي افتتح في أب (أغسطس) من العام 2008، بالتنسيق مع «المركز السعودي لزراعة الأعضاء»، أجرى أول زراعة لكلية في العام ذاته. وتوسع لاحقاً، ليشمل تخصصات عدة، وأصبح واحداً من المراكز المتميزة على مستوى المنطقة». وأضاف أن «توافر جميع ما تستلزمه برامج زراعة الأعضاء من أجهزة وتقنيات متقدمة، وكفاءاتٍ طبية اختصاصية وفنية، ذات خبرة عالية، كان لها الإسهام الأكبر في نجاح عمليات زراعة الأعضاء». وحول موقع المملكة من الخريطة العالمية لزراعة الأعضاء، أوضح أن «المملكة في مصاف الدول الرائدة في الوطن العربي، وتحتل المرتبة ال41 على مستوى العالم في زراعة الأعضاء، وتشهد تطوراً كمياً ونوعياً في هذا المجال»، مضيفاً أن «نسبة نجاح هذه العمليات مماثلة للمراكز العالمية. وأوضحت الإحصاءات أن الكلفة في المستشفيات السعودية تعادل نحو 34 في المئة من نظيرتها في الولاياتالمتحدة الأميركية». واعتبر القحطاني، أبرز الصعوبات التي تواجه عملية زراعة الأعضاء في المملكة، «قلة أعداد المتبرعين، مقابل تزايد أعداد المحتاجين للزراعة على قوائم الانتظار»، مشدداً على «زيادة الوعي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول أهمية التبرع بالأعضاء وزراعتها، وبخاصة من المتوفين دماغياً»، لافتاً إلى إسهام جمعية «إيثار» في «نشر الوعي وتثقيف المجتمع عبر تصحيح المفاهيم والترويج لثقافة العطاء والتبرع بالأعضاء في المجتمع، والتشجيع عليها، وبخاصة أن حالات الوفاة الدماغية في المملكة كبيرة، وتقدر بنحو 1200 حالة في السنة، وفق إحصاءات المركز السعودي لزراعة الأعضاء». وحول الجانب الوقائي، أكد أهمية حرص «جميع أفراد المجتمع، وفي شكل دوري، على إجراء الفحص الشامل؛ للاطمئنان على الصحة العامة»، مستدركاً أن هناك «فئات معينة عليها الفحص في شكل مركز ودوري، وذلك للوقاية من فشل الأعضاء، وبخاصة من أصيبوا بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي «ب»، و»ج»، والمصابون بالسمنة المفرطة، الذين عليهم المبادرة بالعلاج، من دون أي إهمال أو تهاون، ومن ثم الفحص الطبي المستمر».