جاء تأسيس مركز زراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام كخطوة إستراتيجية من وزارة الصحة في وقت شهد تزايد في أعداد مرضى الفشل العضوي، وتم اختيار المنطقة الشرقية لما تشهده من كثافة سكانية، وتماشيا مع أهداف مستشفى الملك فهد التخصصي في تلبية جميع التخصصات التي تحتاجها المنطقة . وتشيرإحصاءات مركز زراعة الأعضاء في المستشفى، انه أجرى منذ افتتاحه في عام 2008م، وحتى الآن 232 عملية زراعة أعضاء ناجحة، منها 208 عمليات لزراعة الكل، و6 عمليات لزراعة البنكرياس، 18 عملية لزراعة الكبد . ويذكر استشاري زراعة الأعضاء الدكتور منصور توفيق رئيس لجنة التوعية بزراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي ، أنه تم تزويد المركز بجميع ما تستلزمه برامج زراعة الأعضاء من أجهزة وتقنيات متقدمة ،وكفاءاتٍ طبية اختصاصية وفنية ذات خبرة عالية، تعمل في ثلاث إدارات رئيسية هي إدارة زراعة الكلى والبنكرياس، وإدارة زراعة الكبد ، وإدارة جراحة الأعضاء، مشيراً إلى أن خدمات المركز لا تقتصر على مرضى المنطقة الشرقية بل تشمل جميع مناطق المملكة . د. منصور توفيق وأضاف أن زراعة الأعضاء تُعد هي الحل الأمثل للمرضى الذين وصلوا لمراحل متقدمة في كثير من الأمراض التي لم يعد بمقدور العضو فيها أداء دوره في جسم المريض، حيث تتم زراعة الكلى والكبد من متبرعين أحياء ( أقارب) او متبرعين متوفين دماغيا. وعن آلية زراعة الأعضاء يقول: "تُجرى قبل الزراعة العديد من الفحوص والتحاليل المخبرية، من جميع التخصصات، للكشف عن مدى صلاحية المتبرع والمتبرع له بكل شفافية، ومن ثم تُشكّل لجنة طبية لدراسة الحالة باستفاضة يتم من خلالها الرد بإمكان أو عدم إمكان إجراء الزراعة، مناقشة حال المريض من جميع النواحي بما فيها الناحية الاجتماعية، وعلى أساس هذه الدراسات يتم تحديد إجراء زراعة العضو من متبرع حي إلى آخر حي، أو تسجيل المريض على قائمة الانتظار. وغالباً ما تعتمد أولوية الزراعة على حال المريض الصحية وفصيلة دمه"، و بين أن أكثر ما يتم مراعاته والتركيز عليه أن يكون المتبرع الحي بصحة جيدة تمكنه من تحمّل العملية الجراحية دون أية أعراض جانبية، وأن يكون المتبرع الميت دماغياً خاليا من الأمراض السرطانية أو المعدية وتكون أعضاؤه في حال جيدة. ولفت أنه يتم التنسيق لعملية التبرع بالأعضاء عن طريق فريق متنقل لزراعة الأعضاء يقوم بالتعامل مع البلاغات المقدمة من المستشفيات عن حالات الوفاة الدماغية ، والتنسيق مع أهالي المتوفين ، والقيام بنقل الأعضاء المتبرع بها إلى تخصصي الدمام ، بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء، تحت إشراف فريق طبي متخصص من الجراحين والمنسقين الطبيين والإداريين. أما في حال التبرع من أحياء فإن المركز يقوم بالتنسيق بين المريض وعائلته ، وجدولة الفحوص اللازمة ، وتقديم الدعم النفسي والطبي والاجتماعي لهم . وأشار إلى أن من أبرز الصعوبات التي تواجه المركز، في عملية زراعة الأعضاء، قلة أعداد المتبرعين مقابل تزايد أعداد المحتاجين للزراعة على قوائم الانتظار، ويرى أن السبب يكمن في غياب الوعي والتوعية التي تصحح المفاهيم الخاطئة حول أهمية التبرع بالأعضاء وزراعتها، وفي هذا الصدد " لقد قمنا بدورنا في مد يد العون والتثقيف والتوعية ، وأسسنا بالتعاون مع أهل الخير في المنطقة الشرقية جمعية "إيثار" التي تهتم وتركز على تصحيح المفاهيم وتروج لثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع وتشجيع عليها". يذكر بأن عمل المركز انطلق في عام 2008 م بالتنسيق مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء، من خلال برنامج زراعة الكلى الذي شهد زراعة أول كلية في نفس العام، وتوسع بعد ذلك ليشمل العديد من التخصصات، وليصبح واحدا من المراكز المتميزة على مستو ى المنطقة .