روت المحامية هبة مصالحة فصولاً مفزعة من حياة صبية فلسطينيين معتقلين في السجون الاسرائيلية، وقالت ان الصبية الذين قابلتهم في السجون الاسرائيلية يعانون صدمات نفسية حادة نتيجة تعرضهم الى التحقيق الذي يتخلله تعذيب نفسي وجسدي وتهديد وتنكيل. وتحجز اسرائيل نحو خمسة آلاف أسير، بينهم 235 صبياً تحت الثامنة عشرة من العمر. وقالت المحامية التي تعمل لمصلحة وزارة الاسرى الفلسطينية، إن أحد هؤلاء الصبية أصيب بمرض نفسي شديد في السجن، وأن طبيب السجن أقر بإصابته بمرض نفسي، لكن السلطات ترفض اطلاقه. وأضافت في تقرير قدمته للوزارة انها قابلت هذا الصبي بعد أن علمت من زملائه أنه يقضي معظم وقته صامتاً، ولا يتحدث إلا عن الانتحار، وبعد أن عثر على حبل في غرفته. وتابعت انه أبلغها أنه بقي لمدة يومين من دون طعام، وأنه لا ينام الليل. ومن بين الحالات عبد الله سلامة (16 عاماً) من مخيم بلاطة قرب نابلس شمال الضفة الغربية الذي قالت المحامية انه أمضى 30 يوماً في زنزانة انفرادية. وأضافت ان عبدالله المعتقل منذ 27 ايلول (سبتمبر) العام الماضي، أبلغها أن الجنود اقتحموا بيته بعد منتصف الليل في ذلك اليوم، واعتقلوه، وقيّدوا يديه إلى الخلف، وعصبوا عينيه، وأجلسوه في أرضية السيارة العسكرية، وانهالوا عليه بالضرب. ونقلت عنه القول إن الجنود اقتادوه إلى معسكر للجيش يبعد أكثر من 50 كيلومتراً عن المخيم، وأخضعوه للتفتيش العاري: «وضعوني في زنزانة صغيرة، وحيداً لمدة 30 يوماً، وكانوا يأخذونني منها إلى غرف التحقيق لساعات يجرى خلالها تقييدي على مقعد لا ظهر له». وقال إنه كان يشعر بتعب وإرهاق شديدين اثناء التحقيق، وانه كان يتعرض الى الضرب والاهانة والشتم. وأضافت المحامية ان من بين المعتقلين ايضاً معاذ شحادة (16 عاماً) من سكان مخيم بلاطة الذي اعتقل في الثالث من آذار (مارس) العام الحالي اثناء عبوره حاجزاً عسكرياً قرب نابلس. ونقلت عنه قوله ان الجنود هاجموه، وألقوا به أرضاً، ثم انهالوا عليه بالضرب بأيديهم وأرجلهم والبنادق والعصي. وأضاف في شهادته: «قيّد الجنود يدي الى الخلف، وعصبوا عيني، واقتادوني الى سيارة عسكرية، وهناك واصلوا ضربي بشدة ودونما رحمة، ثم نقلوني الى مركز للتحقيق في مستوطنة أرئيل، ثم الى سجن حوارة (قرب نابلس)، وهناك اخضعوني للتفتيش العاري». ونقلت المحامية ايضاً عن سمير داوود أبو سبيتان (16 عاماً)، من سكان بلدة الطور قضاء القدس الذي اعتقل في 29 آذار العام الحالي عند الثالثة فجراً، أنه تعرض الى التحقيق في معتقل «المسكوبية» في القدس لمدة 19 يوماً، وأن المحققين كانوا يقيدون يديه ورجليه، ويجلسونه على كرسي من دون ظهر لساعات طويلة، وانه كان يتعرض الى الضرب على انحاء جسمه وللإهانة. وأضاف أنه تعرض للضرب أمام والده عندما حاول مصافحته أثناء اقتياده الى داخل محكمة الصلح في القدس، وان الجنود اسقطوه ارضا امام والده، وضربوه بشدة، وسحلوه على ظهره على درجات المحكمة، من الطبقة الثالثة حتى الطبقة الأرضية، ما أدى إلى إصابته برضوض وجروح مؤلمة في أنحاء جسمه. وقالت المحامية ان التعذيب والتنكيل والتخويف التي يتعرض لها الصبية والاطفال في السجون الاسرائيلية تترك لديهم آثاراً نفسية خطيرة، داعية الى وقف تعذيبهم وإطلاق سراحهم. وغالباً ما يعتقل الصبية والاطفال بتهمة رشق الجنود بالحجارة. ومن بين الاسرى في السجون الاسرائيلية 14 امرأة، أقدمهن الأسيرة لينا الجربوني، وهي معتقلة منذ عام 2002، وتقضي حكماً بالسجن مدته 17 عاماً. ومن بين الاسرى ايضاً 14 نائباً في المجلس التشريعي، ووزيران سابقان. وصدرت في حق 523 من الاسرى أحكام بالسجن المؤبد. وجاء في تقرير أخير لوزارة الاسرى أن عدد الاسرى المرضى في السجون الاسرائيلية وصل نهاية آذار الماضي إلى نحو 1200 معتقل، بينهم 170 معتقلاً بحاجة إلى عمليات عاجلة وضرورية، و85 معتقلاً يعانون من إعاقات مختلفة، و25 معتقلاً يعانون مرض السرطان، توفي أحدهم قبل اسابيع، وهو الاسير ميسرة ابو حمدية. وبلغ عدد الاسرى الذين توفوا او قتلوا في السجون الاسرائيلية منذ عام 1967 الى اليوم 204 اسرى.