طالب رئيس مجمع الفقه الإسلامي في السودان عصام البشير السلطات بإغلاق الحسينيات الشيعية في السودان وتصفية المراكز الثقافية التابعة للسفارة الإيرانية وتجفيف معهد الإمام جعفر الصادق في الخرطوم. ودعا عصام البشير وهو وزير الإرشاد والأوقاف السابق خلال مخاطبته مؤتمراً تنظمه جماعة أنصار السنّة السلفية لمحاربة الشيعة في السودان، وزارة التربية والتعليم إلى مراجعة مناهج بعض المدارس والمراكز التي يعتقد صلتها بالشيعة. وتساءل عن دور الدولة في تدفق وتسريب 8 ملايين كتاب يروج للفكر الشيعي في السودان، وأعرب عن أسفه لغياب مجلس المصنّفات في حظر الكتب الشيعية. وطالب البشير بتنسيق وتكامل الأدوار بين الجهود الحكومية والمجتمعية والأهلية لمحاربة التشيّع، مطالباً بموقف موحد لأهل السنّة بتنظيماتهم كافة واختلاف جماعاتهم لتوحيد أدوارهم ومواقفهم لمناهضة التشيع في السودان. واعتبر زعيم جماعة أنصار السنّة الشيخ أبو زيد محمد حمزة أن ما يجري حالياً من نشاط منظّم للشيعة إنما هو «غزو» سيجتاج كل البلاد، محذّراً من تحول أهل السودان نحو الشيعة. وقال إن دعوات التقارب التي ينادي بها البعض ستزيد من أخطار الشيعة في السودان. ووصف أبو زيد الشيعة بالكفار وقال إن لا دين ولا أخلاق لهؤلاء. ويشارك في المؤتمر الذي يختتم اليوم الأحد، قيادات سلفية من خارج السودان أبرزهم نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر ياسر برهامي. وفي السياق ذاته، أعرب القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم جوزيف ستافورد عن قلق بلاده إزاء العلاقات السودانية - الإيرانية بسبب الدور والنشاط الإيراني في المجتمع الدولي والإقليمي. وقال: «الدور الإيراني يثير قلقنا... فتدخلها في الصراع العربي - الإسرائيلي يثير قلقنا وتدخلها في الصراع بين دول الخليج إضافة إلى أنشطتها النووية مدعاة للقلق». واستدرك خلال ندوة نظمها حزب المؤتمر الوطني الحاكم في ولاية الخرطوم بأن السودان دولة مستقلة ذات سيادة وحر في اتخاذ ما يراه مُناسباً، وأن مكاشفته بالقلق الذي تستشعره واشنطن يأتي في سِياق توضيح موقف الإدارة الأميركية للخرطوم. وكان الاتحاد العام للمرأة السودانية الموالي للحزب الحاكم أحيا ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء وذلك بالتعاون مع المستشارية الثقافية للسفارة الإيرانية في الخرطوم تحت شعار «فاطمة سيّدة نساء العالمين». كما رفع المؤتمر شعاراً آخر قاله الإمام الراحل الخميني وهو «من أحضان المرأة ينطلق الرجل نحو الكمال». ووزعت المستشارية جوائز لنسوة يحملن اسم فاطمة، ورعى الاحتفال وزيرة الضمان الاجتماعي مشاعر الدولب. إلى ذلك، كشف الرئيس العام لجماعة أنصار السنّة المحمدية إسماعيل عثمان أنه دعا القائم بالأعمال الأميركي في السودان جوزيف ستافورد إلى الإسلام بالحكمة والحوار، وأعرب عن أمله في أن يعتنق الإسلام، وقال «نتمنى أن يشرح الله صدره للإسلام». وقال عثمان إنهم جماعة دعوية وإنه سعيد بجلوسه إلى الديبلوماسي الأميركي. ودعا إسماعيل هيئة علماء السودان إلى ضبط الفتوى بالبلاد، وحذّر من الفتاوى «غير المنضبة التي تهز الثقة» في الهيئة، وتساءل عن العقاب الذي يناله العضو الذي أصدر الفتوى باسم الهيئة وتطالب برد المصحف الذي أهداه الديبلوماسي الأميركي الذي أثار معه السلفية الجهادية وأبلغه أن لا وجود لها في السودان. واستنكر إسماعيل بشدة إعابة إهداء المصحف إلى غير المسلم، وتساءل كيف يعرف الكافر الإسلام إذا لم يقرأه. وكانت هيئة علماء السودان قد أصدرت فتوى حرّمت بموجبها تمليك الكافر المصحف الشريف، بيعاً أو هديةً. وقال رئيس لجنة الفتوى في الهيئة عبدالرحمن حسن أحمد إن الفقهاء حرموا إهداء المصحف للكافر، لأنه من غير أهل الطهارة، وبذلك يخشى عليه من أن يدنسه أو يسيء إليه إذا انفرد به. جاءت هذه الفتوى على خلفية إهداء الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية إسماعيل عثمان المصحف الشريف للقائم بالأعمال الأميركي جوزيف ستافورد، وجاء في نص الفتوى، «إن ما قام به بعض المنتسبين للدعوة الإسلامية من إهداء المصحف لبعض الكفرة أمر محرم شرعاً».