500 قتيل حتى الآن، قصة المبنى المنهار في بنغلاديش تخفي قضية استغلال ونفاق! الشركات العالمية الأخطبوطية تستغل الأيدي العاملة الفقيرة الرخيصة، وهناك وسطاء يطلق عليهم في بلادهم رجال أعمال عصاميين، والقصة في ضغط التكاليف حتى لو أدى الضغط إلى تكسر أضلاع إنسان. المبنى المنهار معمل نسيج غير مستوف لشروط السلامة، وكان يؤوي أكثر من 3 آلاف عامل معظمهم من النساء. شركة الصناعات النسيجية البريطانية أعلنت عزمها على دفع تعويضات لأهالي الضحايا، الشركة من عملاء المصنع البنغالي، والأخير ينتج الكثير من «الماركات» العالمية، هي نفسها التي يشتريها البعض من أسواقنا على أنها صناعة غربية. إذا كنت من المهووسين بالماركات لا بد من أن لك «سهماً» في دعم شركات الجشع. ليس للنفاق الغربي حدود، حقوق الإنسان وحقوق العمال، كل هذا يستخدم أدوات، لا يطبق إلا في بلادهم. في بلاد العالم الثالث يتم الاستغلال حتى العظم، ثم يجري الاستثمار الإعلامي بحكاية تعويضات ربما حذراً من أنظمة داخلية، وهذا في الاقتصاد ومثله في السياسة. الترويج للحريات والديموقراطية لا يعني إطلاقا العمل عليها، بل يتم استخدامها أدوات وطعوماً. صحيح يتم العمل بها في بلادهم، لأن هناك عقداً اجتماعياً ودساتير، أما في الخارج فهي تستخدم لإخضاع دول وحكومات، والتلاعب بمقدرات الشعوب وحاجاتها. إنها الحاجات نفسها التي تهمل من دولها فتصبح هي نفسها فريسة سهلة للتدخلات بدعاوى الديموقراطية وحقوق الإنسان. ... الأيدي العاملة الرخيصة تذكّر ببعضها، أزعم أن دفع أو فتح المجال لعمل المرأة في بلادنا وفّر أيدي عمل رخيصة لمصانع وشركات ومؤسسات، إذا لم تصدق، فأعيد لذاكرتك ماذا فعلت مدارس خاصة في توظيف مواطنات! رواتب زهيدة مع عمل طويل وحقوق مهدرة بعقود إذعان! ذلك الواقع استمر أعواماً طويلة. الشاهد أن وزارة العمل غير مؤهلة للتأكد من ظروف العمل التي توافرت للمرأة «على عجل وبحثاً عن أرقام» في منشآت كبيرة وصغيرة، ومن نواحٍ مختلفة، تبدأ من السلامة إلى الاستغلال والابتزاز. وزارة العمل معنية بوضع هذه القضية في أولوياتها، النجاح لا ينحصر في ازدياد أرقام «التوطين»، بل في كيف تم ويتم ذلك؟ www.asuwayed.com