وقف السير أليكس فيرغسون مصدوماً في «ستاديوم أوف لايت» العام الماضي غير مصدق أنه خسر اللقب بعدما كان بعيداً عن تحقيقه 100 ثانية فقط لا غير لكن هدف الأرجنتيني سيرجيو أغويرو في شباك كوينز بارك رينجرز غير وجهة الدرع إلى خزانة مانشستر سيتي وأوقف احتفالات «الشياطين الحمر» وتأجل اللقب رقم 20. فيرغسون قال يومها كلمته ومضى: «هم يعرفون أني لا أرحل وأعود دوماً»، جملة كان مدرب مانشستر سيتي الإيطالي روبرتو مانشيني يعرف مغزاها جيداً، وبالفعل كان فيرغسون عند كلمته وعاد إلى القمة ليُنسي جماهير «الشياطين» الآلام 13 أيار (مايو) من العام الماضي. اللقب الذي أحرزه مانشستر يونايتد ويحمل الرقم 20 أكد أن فريق الأسكتلندي العجوز كان الأفضل بغض النظر عن الأسماء الموجودة والأشهر التسعة الأخيرة كانت دليلاً قاطعاً على تفوقه. ومن دون شك فإن فيرغسون خطط لهذه اللحظة منذ أن هزت كرة أغويرو شباك كوينز بارك رينجرز الموسم الماضي، وهي اللحظة التي غيرت مجرى الأمور وحينها كانت الأخبار تتردد من لندن عن إعلان الهولندي روبن فان بيرسي رغبته في الرحيل عن ناديه في ذلك الصيف، وعلى رغم أن المؤشرات كانت تقول إن بيرسي سيختار المال والمشاركة مع زملائه السابقين في آرسنال التوغولي إيمانويل اديبايور والفرنسي غايل كليشي ومواطنه سمير نصري والعاجي حبيب كولو توريه إلا أن ذلك لم يحدث حيث لعبت خبرة «السير» دورها، خصوصاً أن توازن القوي كان يقتضي ضم فان بيرسي إلى «يونايتد» فتم حسم الصفقة بانضمام الهولندي المميز إلى «اولد ترافورد» في مقابل 24 مليون جنيه إسترليني. المدرب المحنك منح مهاجمه الجديد رقم 20، في إشارة إلى أن اللقب رقم 20 سيأتي بجهوده، وبالفعل لعبت أهداف «الروبن» دوراً حاسماً في إحراز اللقب إذ قطعت أهدافه أمام ويستهام أستون فيلا الشك باليقين وتوجت مانشستر يونايتد ببطولة الدوري الإنكليزي. وعلى رغم ما واجهه «الشياطين الحمر» من صعوبات إلا أن لاعبيه كانوا على الموعد دوماً ولم يخيبوا ثقة مدربهم الذي قال بعد الخسارة أمام مانشستر سيتي في أولد ترافورد: «كيف نقوّم هذا الموسم؟ هناك بعض اللحظات السيئة لكن بشكل العام الإيجابيات كثيرة، وهناك أوقات رائعة بانتظارنا». بالفعل قد يكون مانشستر سيتي أفضل فريق في إنكلترا عطفاً على نتائجه طوال الشهر الماضي قبل السقوط في «وايت هارت لاين» أمام توتنهام لكن على مدار الموسم كان الوضع مختلف، فاليونايتد الأفضل بكل المقاييس بالمستوى الفني وثبات المستوى. موسم فرقة فيرغسون لم يكن مفروشاً بالورود خصوصاً بعد الخسارة على عدة جبهات، فالهزيمة أمام ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا تركت بصماتها الحزانة فقد حرمت فيرغسون من محاولة الفوز بدوري الأبطال للمرة الثالثة مع مانشستر يونايتد، كما أن خسارة «الشياطين» أمام تشلسي وخروجه من كأس إنكلترا كان حدثاً أليماً لكن كل ذلك زاح عن كاهل العجوز الجالس على مقاعد الاحتياط منذ عام 1986، وهو يقول في ذلك: «بعض الأحيان لا تسير الأمور كما نخطط، لكن ماذا يمكننا أن نفعل علينا أن نواصل المسيرة». حسم البطولة جاء قبل نهاية الدوري ب 4 جولات وهو ما سيسمح لفيرغسون بمنح الفرصة للاعبين عدة علماً أن حسم مانشيستر اللقب للمرة الرابعة في أولد ترافورد بعد أعوام 1999 و 2000 و2009 كما يونايتد سبق أن حسم لقب الدوري سابقاً قبل 5 مباريات من انتهاء الموسم عام 2001، أما أكبر فارق نقاط بينه وبين صاحب المركز الثاني فكان في موسم 1999-2000 (18 نقطة). وفي إطار رحلة «الشياطين» لاستعادة اللقب في إنكلترا قام ببعض الصفقات، لكنها كانت عادية باستثناء روبن فان بيرسي إذ ضم فيرغسون اللاعب نيك بأول من كرو ألكسندر، في مقابل 6 مليون جنيه والياباني شينجي كاغاوا من دورتموند بمبلغ غير محدد والكسندر بوتنر من فيتيس إرنهايم الهولندي وإنجيلو هنريكيز من يونيفيرسيداد دي تشيلي. تبقى مسألة واحدة معلقة بمخيلة أليكس فيرغسون فلا أحد يعرف فيما إذا كان سيسعى إلى تحقيق رقم قياسي في عدد النقاط أم لا؟ ففي حال فوز «الشياطين الحمر» ببقية المباريات في الدوري فسيرفعون نقاطهم إلى 96 نقطة، وهي معدل أعلى بنقطة واحدة عن الرقم القياسي المسجل باسم نادي تشلسي بقيادة مورينيو عام 2004-2005 حين نجح بانتزاع اللقب برصيد 95 نقطة.