سعدت بما تضمنه مقالكم الذي نشر يوم 18 جمادى الثاني 1430ه، وإشارتكم إلى تصريحي الصحافي بصحيفة «الرياض» حول الأزمة المالية التي تتعرض لها جمعية الأيتام «إنسان» هذه الأيام جراء الأزمة الاقتصادية، وأود الإجابة عن استفساركم حول «صندوق أوقاف إنسان» وماذا تم بشأنه. فكما تعلمون أن جمعية الأيتام «إنسان» تشهد تطوراً وتوسعاً مشهودين أسهما في نمو وزيادة مصاريفها لأكثر من 30 في المئة سنوياً، خصوصاً في ظل خطة الجمعية العشرية الطموحة التي تستهدف تغطية محافظات منطقة الرياض كافة خلال السنوات العشر المقبلة، ولمواكبة هذا النمو في النفقات والمصاريف السنوية، جاءت فكرة «صندوق أوقاف إنسان»، الذي يعد من الأفكار العصرية الحديثة في مجال تنمية موارد الأعمال الخيرية، وللأمانة فإن فكرة هذا الصندوق تجير للأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس اللجنة التنفيذية، وتتلخص في تطوير مفهوم الأوقاف التي كانت تعتمد في السابق على العقارات، فمفهوم الوقف في اللغة يعني: «حبس الأصل وإطلاق المنفعة»، ومن هذا المفهوم جاءت فكرة تطوير الوقف من العقار إلى وقف الأموال، ويستثمر هذا المال من خلال محفظة تدار وفقاً لشرطين أساسيين هما: «المحافظة على رأس المال، وأن تكون الاستثمارات متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية»، ويصرف أرباح هذه المحفظة على مشاريع كفالة أيتام الجمعية بمدينة الرياض ومحافظاتها، وقد أصدر سماحة مفتى عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ فتوى رقم (624/1) وتاريخ 10 - 7 - 1428ه تجيز هذا الصندوق، وأن الأموال التي يتم التبرع بها تكون في حكم الوقف «الصدقة الجارية»، وقد تم تدشين هذا الصندوق في حفلة الجمعية الرمضانية قبل سنتين، وكان الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الجمعية أول من تبرع لهذا الصندوق بمبلغ «3 ملايين ريال» . وإجمالي ما ورد لهذا الصندوق (8.5) ثمانية ملايين وخمسمائة ألف ريال «تمثل رأس مال الصندوق حتى تاريخه»، تم وضعها كمحفظة في كل من مصرف الراجحي والبنك الأهلي لتحصل الجمعية على أرباحها السنوية، كما تم إطلاق مشروع كفالة مدى الحياة بمبلغ (60) ألف ريال، بحيث يوضع هذا المبلغ في صندوق أوقاف إنسان ويصرف أرباحه السنوية لكفالة يتيم واحد سنوياً، والهدف الطموح لهذا الصندوق هو إيجاد مصدر دخل ثابت للجمعية يمثل 50 في المئة على الأقل من إجمالي مصاريف الجمعية خلال السنوات العشر المقبلة. ولعل معرفة نفقات الجمعية يوضح لكل المهتمين أن التطلعات لهذا الصندوق تحتاج إلى مضاعفة رأسمال الصندوق أضعافاً مضاعفة حتى يؤتي ثماره بتغطية جزء كبير من مصاريف الجمعية. تنفق الجمعية شهرياً على مشروع بطاقات المواد الغذائية والنقدية والكساء أكثر من خمسة ملايين وخمسمئة ألف ريال، وذلك بمعدل 250 ريالاً شهرياً لكل يتيم، إذ بلغ عدد المستفيدين من خدمات الجمعية 30 ألف يتيم ويتيمة، تتم رعايتهم من خلال تسعة فروع، منها خمسة فروع في مدينة الرياض وأربعة فروع في محافظات «الخرج ، والأفلاج ، والدوادمي ، والزلفي»، وفي ما يتعلق بمصاريف مساعدة أسر الأيتام على دفع إيجارات المنازل فتنفق الجمعية أكثر من مليون ريال شهرياً لهذا المشروع بخلاف المصاريف الصحية والتعليمية والتدريبية للأيتام، إذ من المتوقع أن يكون إجمالي مصاريف الجمعية خلال هذا العام قرابة ال (140) مليون ريال، علماً بأن الجمعية أنفقت خلال العام الماضي أكثر من 112 مليون ريال. المدير العام للجمعية