بدأ الأسرى الأردنيون في السجون الإسرائيلية أمس معركة «الأمعاء الخاوية» بإعلانهم الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام ضد ما يعتبرونه «تجاهلاً» لملفهم من جهة الحكومة الأردنية. ووجهوا رسالة الى الشعب الأردني قالوا فيها إنهم قرروا الإضراب المفتوح «حتى الإفراج عنهم كمطلب رئيس ووحيد». ويعتبر هذا الإضراب الأول من نوعه بالنسبة الى الأسرى الأردنيين، كما يعتبر الأول الموجه ضد حكومتهم بدل الحكومة الإسرائيلية. واتهم الأسرى في الرسالة التي وصلت الى «الحياة» نسخة منها، الحكومة الأردنية ب «التقصير المتعمد تجاه قضيتهم»، وهاجموا بشدة ما وصفوه ب «التاريخ الطويل الممتد لعقدين من الزمان من الوعود والمماطلة». كما هاجموا خطوات قالوا إن الحكومة الأردنية «تتخذها بين الحين والآخر للطعن بانتمائهم لوطنهم عبر سحب أرقامهم الوطنية، وتهرب السلطات التنفيذية السابقة والحالية من التزاماتها تجاههم، فضلاً عن إغفال قضية المفقودين الأردنيين لدى الكيان الصهيوني». وحدد الأسرى مطالبهم لوقفهم الإضراب بالإفراج عنهم «كمطلب رئيس»، كما حملوا حكومتهم «المسؤولية الكاملة عن استشهاد أو إصابة أو تدهور صحة أي منهم خلال معركة الأمعاء». وطالبوا الشعب الأردني وفعالياته الحزبية والنقابية والعشائرية بالتحرك العاجل «انتصاراً لقضيتهم العادلة». وقال عميد الأسرى الأردنيين المحررين من سجون الاحتلال سلطان العجلوني ل «الحياة» إن الأسرى «أعلنوا إضرابهم نتيجة يأسهم من أي جهود حكومية تجاه قضيتهم». وأضاف: «نأمل في ألا يطول إضرابهم، وأن تتجه السلطات الأردنية إلى الاضطلاع بدورها تجاههم». واستطرد قائلاً: «على الحكومة تحرير أسرانا من المعتقلات الإسرائيلية، وكشف مصير مفقودينا، وتسليمنا جثث الشهداء ... سنعمل جاهدين من أجل دعم الأسرى ومناصرة مطالبهم المحقة». وقالت والدة الأسير الأردني مرعي أبو سعدية، المعتقل في سجون الاحتلال والمحكوم ب 11 مؤبداً، إن «شعور عائلات الأسرى الأردنيين يسوده الإحباط والخوف والقلق على مصيرهم». وتساءلت: «هل تنتظر الحكومة أن يوضعوا بالأكفان حتى تقوم بواجبها؟». وأضافت باكية: «قلوبنا تحترق على فلذات أكبادنا ... لقد بحت أصواتنا أمام الوزارات السيادية في البلاد، لكن من دون جدوى». من جهتها، حملت والدة الأسير أكرم أبو زهرة المعتقل منذ 12 عاماً، والمحكوم ب16 سنة، مسؤولية إضراب الأسرى للحكومة الأردنية، وقالت بأسى: «قلقة على مصير ولدي الذي لم أسمع صوته منذ 4 سنوات، فاليهود يمنعونه من الاتصال بنا». في المقابل، اكد وزير الخارجية الأردني ناصر جوده سعي بلاده الى الإفراج عن الأسرى المتهمين بالتسلل إلى إسرائيل للقيام بعمليات قتالية ضد المستوطنين. وقال: «نكرس جهوداً يومية للاطمئنان على صحتهم وإنهاء معاناتهم». وأوضح أن وزارته «تتابع الوضع الصحي للأسرى من خلال مراسلاتها اليومية مع السلطات الإسرائيلية». ويعتبر الأسير الأردني عبد الله البرغوثي الذي يتحدر من أصول فلسطينية، وهو القائد العسكري السابق لحركة «حماس» في الضفة الغربية، صاحب أعلى محكومية في تاريخ إسرائيل، إذ يقضي منذ عام 2003 حكماً بالسجن 67 مؤبداً. ويحيط الغموض بالأعداد الحقيقية للأسرى الأردنيين لدى إسرائيل، وتتضارب الأرقام بين لجان الدفاع عنهم وعائلاتهم التي تقول إن عددهم 27 أسيراً إضافة إلى 29 مفقوداً، في حين تؤكد الحكومة الأردنية أنهم لا يتجاوزون ال 20 أسيراً فقط.