جمّدت السلطات في هونغ كونغ امس، مهمات شرطيين بعد انتقادات إثر بثّ شريط فيديو يظهرهم وهم يضربون متظاهراً خلال ليلة شهدت صدامات تُعتبر الأعنف منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية. وتحاول الشرطة، مستخدمة هراوات ومناشير كهربائية ومقصات، استعادة مناطق من المتظاهرين الذين يحتلون 3 مواقع في المركز المالي للمدينة. وأظهرت صور بثّتها شبكة «تي في بي» المحلية، 6 من رجال الشرطة يرتدون لباساً مدنياً، وهم يجرّون متظاهراً موثوق اليدين في زاوية مظلمة لمتنزه قريب من مقرّ السلطة في حي أدميرالتي، احد الاماكن التي يحتلها المحتجون. وأُرغم الرجل على التمدد على الارض، فيما كان الشرطيون يضربونه بأيديهم وأرجلهم. وأعلن وزير الامن في هونغ كونغ لاي تونغ-كووك ان «الشرطة قلقة من الحادث وستفتح تحقيقاً مستقلاً»، مضيفاً: «جُمِّدت مهمات الشرطيين الضالعين في الحادث». وأعلن الحزب المدني، إحدى الحركات المطالبة بالديموقراطية، ان الرجل الذي ضُرِب هو كين تسانغ، احد أعضاء الحزب. وقالت كلاوديا مو، وهي نائب عن الحزب، ان «الفريق القانوني للحزب المدني يدير الوضع». وأثارت صور نشرها ناشطون، للمحتج وعلى وجهه وجسده كدمات، غضباً، فيما وصفت منظمة العفو الدولية الهجوم بأنه «وحشي». وقالت مابيل او، مديرة المنظمة في المستعمرة البريطانية السابقة: «مؤسف جداً وجود عناصر شرطة في هونغ كونغ يعتقدون بأنهم فوق القانون». ودعت الى «احالة المتورطين أمام القضاء». اما الزعيم الطالبي جوشوا وونغ فنبّه الى ان المتظاهرين الذين واجهتهم الشرطة بغاز مسيّل للدموع، فقدوا كل ثقتهم بها، وزاد: «كان على الشرطة أن تواكب المتظاهر الى سيارة تابعة لها، لا اقتياده الى مكان بعيد وضربه وركله على مدى 4 دقائق». ووقعت صدامات فجر امس، حين فكّكت الشرطة حاجزاً جديداً نصبه المتظاهرون على طريق قريبة من مبانٍ رسمية. وصدّ شرطيون يعتمرون قبعات ويمسكون دروعاً بأيديهم وهراواتهم، المتظاهرين الذين استخدموا مظلاتهم التي اصبحت شعاراً لهم، لحماية انفسهم. واستعادت الشرطة الطريق، معلنة توقيف 45 شخصاً. وكانت الشرطة أعلنت أن افرادها حذّروا المتظاهرين من أن «تقدّمهم في اتجاه طوق تفرضه الشرطة، ولو كانوا يرفعون ايديهم، ليس تصرفاً سلمياً»، وطلبت منهم أن «يبقوا هادئين». لكن طالباً اتهم الشرطة باستخدام «غاز الفلفل من دون سبب ولا تحذير، وضرب متظاهرين». الى ذلك، حجبت الصين الموقع الالكتروني ل «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) امس، بعد ساعات على نشره فيديو ضرب الشرطة المتظاهر في هونغ كونغ. وهذه المرة الاولى التي يُحجب الموقع في شكل كامل في الصين، منذ أواخر عام 2012 عندما حُجب أياماً إثر منح المنشق الصيني المسجون ليو تشياوبو جائزة نوبل للسلام. اما موقع «بي بي سي» بالصينية فمحجوب بالكامل منذ اطلاقه عام 1999. في لندن، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أن على بلاده أن تدافع عن حقوق مواطني هونغ كونغ. وذكّر بأهمية أن يحظوا بالحريات والحقوق التي حددها اتفاق ثنائي مع الصين، قبل تسليمها الاقليم عام 1997. وأضاف: «مهم أن تنطوي الديموقراطية على اختيارات حقيقية. و (الاتفاق) يتحدث عن حقوق وحريات، بينها خصوصاً الافراد وحرية التعبير والصحافة والتجمّع والاتصال والسفر والحركة والإضراب». على صعيد آخر، أوردت وسائل إعلام صينية أن مدبّر العنف في إقليم شينغيانغ المضطرب في أقصى غرب البلاد، ويُدعى نولاميتي ساوتي، «تحدّث عن الجهاد وإقامة دولة إسلامية».