انهار سد ترابي يحمل أكثر من 68 مليون متر مكعب في وادي تبالة، ما جعل أبناء مدينة بيشة يعيشون أوقاتاً عصيبة منذ الساعة العاشرة صباحاً أمس، إذ استنفرت كل الأجهزة الحكومية بتوجيه من أمير منطقة عسير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز لمراقبة تحرك مياه السد عبر الوادي، فتم إخلاء عدد من القرى والهجر، وقامت الفرق الأرضية للدفاع المدني بإقفال كل الجسور وإخلاء كل المنازل والمزارعين الذين يقعون على ضفاف الوادي. وأوضح المتحدث الإعلامي باسم الدفاع المدني في منطقة عسير العقيد محمد عبدالرحيم العاصمي أن منطقة عسير تشهد أمطاراً تراوحت من الخفيفة إلى المتوسطة والغزيرة، فيما تعرض سد وادي تبالة الترابي، الذي يبلغ ارتفاعه 10 أمتار بعرض 190 متراً، لانهيار جزئي، وهو ما أدى إلى تدفق المياه عبر الأودية والشعاب بوادي تبالة، لافتاً إلى أنه كإجراء احترازي تم إخلاء القرى الواقعة بالأسفل، وبلغ عدد من تم إخلاؤهم 383 شخصاً، ونقلوا إلى ست مدارس، وتم تأمين الإعاشة اللازمة من لجنة فرع وزارة المالية في محافظة بيشة. من جهته، أوضح محافظ بيشة محمد بن سعود المتحمي أن المدينة تعتبر من أهم المدن التي تمر بها أربع أودية رئيسة، وهي مدينة أودية وتقع على الدرع العربي، وهي ممر ما بين جبال السراة والسهل وتعد من أخطر المدن التي يجب التعامل مع مخططاتها وتوزيعها بشكل دقيق، لأنها معرضة لسيول كبيرة يمكن أن تُحدث أضراراً كبيرة في البنى التحتية، مشيراً إلى أن هناك تصرفات من مواطنين يمكن أن تعرّض بعض القرى والمراكز للخطر بسبب استيطانهم الأودية، وهو ما يخالف نظام البلديات، وأنه يجب إيقاف هذه الظاهرة.