لا حديث في برشلونة هذه الأيام إلا عن بايرن موينيخ. كيف تفوق؟ ولماذا؟ وهل بإمكاننا العودة؟ أسئلة عدة يتداولها مشجعو «بلاو غرانا» ، والأكيد أن كاتالونيا تستنفر اليوم استعداداً لاستقبال الضيف الثقيل الذي اكتسحهم في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بأربعة أهداف نظيفة، تجييش إعلامي وجماهيري على أعلى الدرجات، علّ معجزةً في ال«كامب نو» تحصل. لا غرابة في أن ينتصر ويكتسح بايرن ميونيخ، الغريب أن يخسر فريق بحجم برشلونة برباعية نظيفة في نصف نهائي أقوى البطولات العالمية، بعد أن شغل الناس وملأ أوروبا صخباً في العقد الأخير، الذي استطاع من خلاله أن يحقق بطولة دوري الأبطال في ثلاث مناسبات، إضافة لوجوده في دور الأربعة للسنة السابعة على التوالي. في «الكامب نو» يعول الكتالونيون كثيراً على الساحر الأرجنتيني وأفضل لاعب في العالم للمواسم الأربع الماضية، الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي لم يكن في أحسن أحواله ذهاباً، إذ سجل اسمه كأقل لاعب لمس الكرة في دوري الأبطال، إضافة لسلاحي الأرض والجمهور، إذ أعلنت إدارة برشلونة عن تجهيز الروابط الجماهيرية، إضافة إلى أهازيج تشجيعية ترافق دخول اللاعبين إلى أرضية الميدان، وذلك لرفع معنويات فريقها. ولم يسبق لبايرن ميونيخ أن خسر من برشلونة إلا في مناسبة واحدة، كانت في 2009، حينما خسر في الكامب نو بأربعة أهداف من دون رد، قبل أن يتعادلا إياباً في ميونيخ بهدف لهدف، ومواجهة الليلة هي الثامنة في تاريخ الفريقين، وتأتي الغلبة لمصلحة الفريق الألماني الذي فاز في 4 مواجهات، في مقابل تعادلين وخسارة وحيدة. ويمني الكتالونيون النفس بتكرار الرباعية في ميلان الإيطالي في دور ال16، بعد أن خسروا بهدفين من دون رد ذهاباً في «سان سيرو» قبل أن يقلبها ميسي ورفاقه برباعية نظيفة قادت الفريق إلى دور ربع النهائي، إلا أن التنظيم العالي وترابط الخطوط في بايرن ميونيخ قد يفسد كل هذه الطموحات. ويبقى السؤال الذي تحمل إجابته سهرة الليلة، هل الحماسة والعزيمة البرشلونية كافيتان لتفكيك الحصون البافارية المتينة؟ وهل بمقدور أصحاب الأرض قلب الطاولة وتسجيل انتصار تاريخي كبير، أم أن البايرن عازم على إكمال ما بدأ به؟