كشفت صحيفة «التليغراف» البريطانية أخيراً عن الغموض الذي لف حادثة استبعاد الهيئة لثلاثة إماراتيين خشية افتتان زائرات «الجنادرية» بهن، وذلك بعد أن نشرت خبراً عن أحد «الفاتنين»، وهو ممثل ومصور إماراتي، واضعة صورته مع «جَمَل»، تحت عنوان: «هل هذا الرجل مثير للغاية ل«السعودية»؟»، وخلال يومين ظهر اسم الممثل الإماراتي في ما يزيد على النصف مليون صفحة على «الإنترنت»... بصراحة تحية لقرار «الهيئة»، فما عليك الآن للوصول للشهرة السريعة حول العالم إلا أن يتم استبعادك من السعودية بسبب وسامتك. أْعترف أنني صدمت من المعلومات الواردة في الخبر الذي نشرته «الحياة»، حتى سمعت القصة كاملة من المسوؤل عن الجناح الإماراتي في الجنادرية حمد الحوسني الذي ألتقيته بالمصادفة في معرض أبوظبي للكتاب، وأترك الكلام له: «للمرة الأولى تشارك الإمارات بجناح بهذا الحجم في مهرجان الجنادرية، الذي والحق يقال من أجمل ما شاهدت في التنظيم والتنوع وكرم ضيافة المنظمين، كنا مبهورين بمدى التنوع الثقافي في السعودية حين كنا ننتقل من جناح منطقة إلى منطقة أخرى، وكأننا انتقلنا من دولة إلى دولة، وكان جناح الإمارات من أكثر الأماكن زيارة في المهرجان، إذ يطلب الزوار المعلومات عن السياحة والدراسة في الإمارات ويستمتعون بالعروض الثقافية والرقصات الشعبية، وكان إحداها رقصة «اليولة» التي يؤديها أربعة عارضون إماراتيون، وهي رقصة تتطلب مهارة عالية في التعامل مع السلاح، إذ يرمي العارض السلاح عالياً وعليه أن يمسكه بعد سقوطه من دون أن يصاب بأذى، ما يحبس الأنفاس ويجعل الجميع يهلل ويصفق له إذا نجح، ومنهم النساء، ما جعل رجل الهيئة يدخل وسط العرض متجهاً نحو أحد العارضين ليوقفه بالقوة، لم نفهم السبب حتى قال لنا إن العارض يتحرش بالنساء بهذه الرقصة، مع أنه داخل الحلبة وأمام الجميع، ولم يكن ل«أريام» أي دخل في تدخل رجل الهيئة، فأريام لم تكن جزءاً من أي من العروض، فسلامها على الجمهور وإلقاؤها لأبيات شعر من دون أي موسيقى كان بطلب من أحد المسؤولين في الحرس الوطني نفسه، وحدث ذلك بساعتين قبل تدخل رجل الهيئة. اليوم التالي نتفاجأ بأمر بالقبض على العارضين الإماراتيين الأربعة، وليس ثلاثة فقط، بدعوى «الفتنة» ما اضطرنا لإعادتهم للإمارات على وجه السرعة». ذكر لي أموراً أخرى لم يسجلها «فيديو» أو تنشرها «صحيفة» لكنها ظلت عالقة في ذاكرته: «شاهدت أحد رجال الهيئة يصرخ على فتاة في ال15 عاماً «يا سافلة غطي شعرك»، توجهت له أطلب منه الرفق في النصيحة، فرد أنها تستحق الصراخ، فمن شب على شيء شاب عليه، وأكثر ما أذهلني صمت الجميع عن إهاناته للفتاة وهي بين الدموع، وفكرت كيف ستؤثر هذه الحادثة على هذه الفتاة بقية حياتها. ظل رجال الهيئة يطلبون من موظفي الاستقبال في جناحنا الامتناع عن الابتسام أو الرد على أسئلة النساء خصوصاً، قلت لهم لكن هذه مهمة موظف الاستقبال! كان عندنا طفل في العاشرة مع صقر، وكان الزوّار يصورون أطفالهم معه، رأيت كيف دفع أحد رجال الهيئة امرأة تصور طفلتها معه، وطلبوا منا منع تصوير البنات مع الطفل!» وغيرها من القصص! من بين كل اعتذاراتي لإخوتنا الإماراتيين الذين يستقبلوننا في وطنهم بحفاوتهم المعهودة في كل إجازة وكل مهرجان وكل معرض، غير عشرات الآلاف من المقيمين السعوديين عندهم وأنا أحدهم، أتساءل ماذا لو حدث المثل وتم إصدار أمر بالقبض على رجل أعمال أو مسؤول أو طالب أو حتى سائح سعودي لهذا السبب العجيب «الفتنة»، ماذا سيكون رد فعل المسؤولين عندنا؟ أقل القليل ورد الجميل أن يكون هناك اعتذار من المنظمين للمهرجان، أقلها «احشمونا» عند ضيوفنا لأننا كل يوم ضيوفهم! [email protected] @manal_alsharif