نتمنى أن تكون الأندية الأدبية مستقلة، وأن تقوم بفعالياتها وما يعنيها من برامج في شكل مستقل، حتى موازنة النادي كان من الأولى ألا تكون من الدولة لضمان الاستقلالية، ولكن النوادي الأدبية خلقت في ظرف جيلاً من الرواد ومن الأدباء كان لهم ارتباط مباشر بالدولة وكانوا في وقت هم أقوى من أن يردوا هذا الارتباط، وكان الدور الإشرافي للوزارة وما يحدث في النادي مرتبطاً بالإمارة، ومنذ أن عرفت النادي وهو يجب أن يأخذ الموافقة على قيام فعالية أو استقطاب ضيف محليين أو من الخارج ولا بد فيها من قرار رسمي، ولن يستطيع أحد أن يقول إن هناك استقلالية. ولكن مع هذه الإجراءات، صارت هناك قيود أخرى شعبية، فعلى رغم موافقة الإمارة على المناشط الثقافية، إلا أننا أصبحنا نجد رقابة أخرى شعبية وتدخلاً سافراً عن جهات أخرى. وفي تاريخ الأندية كنت أجد أن الاستقلالية كانت موجودة وواضحة لدى عبدالفتاح أبومدين، الرجل القوي والواثق الذي كان يدافع عن هذا وذاك ويصطدم بهذا وذاك، ولكنه كان قادراً على إدارة النادي وكان حتى يطبع العديد من الأعمال من دون الرجوع إلى الوزارة، فهو رقيب على ذاته من دون رقابة غيره ويعرف كيف يدير الأمر، ومع ذلك ومنذ ذلك الوقت كانت الإمارة تطالب بأسماء المتحدثين للندوات وتأذن لهم أو تمنعهم.