كشف مستشار أمين جدة للشؤون البيئية الدكتور أحمد أبوخطوة خلال مشاركته في ندوة «حمى الضنك» التي عقدت أمس، بالتعاون مع الشؤون الصحية وجامعة الملك عبدالعزيز عن تجاوز عدد الإصابات بحمى الضنك في محافظة جدة نحو 150 حالة أسبوعياً. من جهتها، أكدت رئيسة غرفة عمليات حمى الضنك في الشؤون الصحية في جدة الدكتورة نعيمة أكبر ل «الحياة» عدم وجود مشاريع أبحاث تختص بحمى الضنك، لأن وزارة الصحة والأمانة لا تعدان من الجهات العلمية، لافتة إلى أن الجامعات هي الجهات العلمية التي من المفترض أن تنفذ هذه البحوث. وأشارت إلى أن مرض حمى الضنك أصبح يمثل وباء منتشراً في عدد من مناطق السعودية منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن الأمانة تحاول حالياً عمل خطط للحد من انتشار المرض، بمشاركة الشؤون الصحية في جدة والجهات المسؤولة. وقالت الدكتورة نعيمة إن تعريف منظمة الصحة العالمية للوباء هو كل ما زاد عن الحد المتوقع يعتبر وباء، مؤكدة أن نسبة الإصابة ب «حمى الضنك» زادت عن الحد المتوقع في السعودية فأصبحت تمثل وباء. وأوضحت أن هذا النوع من المرض يعرف عنه في التاريخ أنه إذا دخل إلى بلد من البلدان فإنه يزيد في كل سنة على الأخرى، وهذا ما يحدث في السعودية، إذ إن «الضنك» يزيد في كل سنة على التي سبقتها، مبينة أن ما يهم في مسألة الضنك هو النمط وحجم المشكلة وأعمال المكافحة. وأضافت «ربما يرى البعض أنه بحسب منظمة الصحة العالمية فإن الموضوع يعتبر غير خطر، لكن لو نظرنا إلى الواقع سنجد الموضوع في غاية الخطورة، لأن المرض في ازدياد ونحن لن ننتظر حتى يزداد ليصبح الوضع صعباً وخطراً». وأفادت بوجود تعاون فردي بين الصحة والأمانة والجامعات، لكنها غير كافية، إذ إن الأبحاث الموجودة نظرية بسيطة، بينما المطلوب إيجاد أبحاث تطبيقية يمكن تطبيق نتائجها على أرض الواقع، مبينة وجود مطالبات بإنشاء لجان بحثية محايدة للقيام بعمل هذه البحوث. وقالت إن معدل «الضنك» لو بقي على المستوى نفسه فإنه يمكن أن يصل في عام 2018 أو 2020 إلى معدلات تعتبر خطرة جداً، إذ إن من أهم أسباب انتشار المرض الاحتباس الحراري، الأمطار، ظاهرة النينو، التغيرات الديموغرافية، وزيادة عدد السكان، إضافة إلى الفقر، التحضر، والانتقال من البوادي إلى المدن بشكل عشوائي. وأوضحت أن المرض قبل 20 عاماً كان مستوطناً في تسع دول فقط، بينما الآن هو مستوطن في أكثر من 100 دولة، لافتة إلى أن فرق المكافحة غير كافية، إذ إنها لا تغطي سوى الربع من مدينة جدة فقط، مع وجود مطالبات بزيادة الدعم. وحول نسبة الوعي بحمى الضنك، أكدت الدكتورة نعيمة وجود الوعي، ولكن لا يوجد عمل على تغير السلوك تجاه هذا المرض، كون ثقافة التخلص من بؤر «الضنك» مفقودة، مبينة أن نسبة انتشار حمى الضنك النزفية في المملكة لا تتعدى ثلاثة في المئة فقط. وتطرقت الندوة إلى شرح ماهية حمى الضنك وكيفية انتشارها وأعراضها، إذ أشارت أوراق العمل إلى أن حمى الضنك يعد أحد الأمراض واسعة الانتشار في المناطق الحارة الاستوائية، بينما يحتل مرض حمى الضنك المرتبة الثانية بعد الملاريا في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، مبينة أن نحو بليوني شخص معرضون لخطر الإصابة، منهم نحو 100 مليون حالة إصابة سنوياً.