أعلنت السلطات الإيرانية أنها ستكثّف مراقبتها لوسائل الإعلام خلال انتخابات الرئاسة المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، وحذرتها من تجاوز «خطوط حمر» والتعامل مع الاقتراع ب «سلبية». وتحدث محمد جعفر محمد زاده نائب وزير الثقافة والإرشاد عن «تكثيف رصد وسائل الإعلام الإيرانية، خلال الانتخابات»، معلناً أن الوزارة ستعمل مع وسائل إعلام محلية خلال الاقتراع. وأوضح أن الرصد «سيتمّ بطريقتين: نوعية المادة المنشورة، ووسائل الإعلام وفقاً للقوانين والقواعد»، لافتاً إلى أن ذلك سيستمر خلال أيار (مايو) وحزيران. وحضّ وسائل الإعلام على أن «تكون نشطة إزاء الشعب، وتساعده، بحيث تُسجّل نسبة تصويت مرتفعة». وأفاد موقعا «كلمة» و «راه سبز» المؤيدان للمعارضة، بأن وزارة الاستخبارات استدعت مسؤولي وسائل الإعلام، وحذرتهم من «السلبية» في تغطية الاقتراع، كما حضتهم على تجنب أي انتقاد لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. وحددت الوزارة لتلك الوسائل «خطوطاً حمراً» يجب الامتناع عن تخطيها خلال الحملة الانتخابية، مشددة على أنها «لن تتسامح مع أي طروحات سلبية» خلال تلك المرحلة. وذكّرتها بأنها و «الحرس الثوري» يرصدان ما تنشره، ل «منع أي انتهاكات». في السياق ذاته، أشار رجل الدين كاظم صديقي خلال خطبة صلاة الجمعة، إلى «ثلاثة خطوط حمر يجب مراعاتها خلال الانتخابات»، أولها التزام «المرشحين وأنصارهم القانون، أثناء الحملة الدعائية وبتّ مجلس صيانة الدستور في أهلية المرشحين، إذ أن أحداً ليس فوق القانون». والخط الأحمر الثاني يتمثّل في «الوحدة والتلاحم»، إذ اعتبر صديقي أن المرشحين الذين لا يلتزمون بذلك، «يخونون الأمة الإيرانية ودم الشهداء». أما الثالث فهو «الحفاظ على القيم الأخلاقية وولاية الفقيه». إلى ذلك، اعتبر علي باقري، مساعد سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن بلاده بعد الانتخابات «ستخوض باقتدار اكبر المفاوضات» مع الدول الست المعنية بملفها النووي. وأضاف: «أثق بأن انتخابات الرئاسة ستفتح باباً جديداً أمام هذا الملف». على صعيد آخر، يعود الأكاديمي الإيراني مجتبى عطاردي إلى بلاده اليوم، بعد وصوله إلى سلطنة عُمان التي توسطت لإطلاقه بعدما احتُجز في الولاياتالمتحدة 17 شهراً، لاتهامه بشراء أجهزة أميركية متطورة للمختبرات العلمية، في انتهاك للعقوبات على طهران. وأعلنت الخارجية العُمانية أن مسقط استجابت، ل «اعتبارات إنسانية»، «طلباً إيرانياً بالمساعدة» في الإفراج عن عطاردي. وشكرت «الحكومة الأميركية لتجاوبها مع تلك الاعتبارات»، معلنة «ترحيبها باستقبال البروفيسور الإيراني وتأمين رعاية طبية له، قبل عودته إلى وطنه». وعطاردي أستاذ مساعد للهندسة الكهربائية في جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران، وأوردت وسائل إعلام إيرانية أنه احتُجِز لدى وصوله إلى لوس أنجليس، في 7 كانون الأول (ديسمبر) 2011، للمشاركة في مؤتمر. وتوسّطت عُمان في السنوات الأخيرة، لإطلاق إيرانيين محتجزين في الولاياتالمتحدة، وأميركيين اعتقلتهم طهران.