خاض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد و»الحرس الثوري» سجالاً جديداً، بعد تدخل «الحرس» في انتخابات «المجلس الطبي» في البلاد، واستبعاد مرشحين محسوبين على نجاد. و»المجلس الطبي» هو أضخم هيئة مهنية في إيران، ونظمت انتخابات الجمعة الماضي. وأوردت صحيفة «بهار» أن 120 مرشحاً استُبعِدوا من الانتخابات، كثيرون منهم موالون لنجاد الذي علّق على الانتخابات، قائلاً: «يجب أن تكون شؤون البلاد، قائمة على أساس القانون. لا قيمة لتصرّفات منتهكي القوانين». وأضاف أن «المجلس الطبي مؤسسة مرتبطة بأطباء البلاد الذين يجب أن يختاروا نوابهم ليصلحوا الأمور ويقدّموا خدمات مفيدة. على المؤسسات التي ليست مسؤولة، ألا تتدخل. لا يمكن أن تتدخل أجهزة الأمن واستخبارات الحرس الثوري وأجهزة استخبارات أخرى. هذا أمر سيء. سأقرر في هذا الصدد، بعدما أتلقى تقريراً في هذا الشأن». وردّ الجنرال رمضان شريف، مسؤول العلاقات العامة في «الحرس»، على نجاد قائلاً: «إن تحقُّق الحرس من أهلية المرشحين في انتخابات المجلس الطبي، قانوني تماماً واتُخِذ بناءً على طلب السلطات القانونية». وأضاف في إشارة إلى نجاد: «كان من الأفضل لأصدقائنا، قبل إعلان مزاعم عبر وسائل الإعلام، متابعة المسألة من خلال القنوات القانونية، وكانوا سيكتشفون أسباباً قوية لرفض أهلية مرشحين». وحضّ على «حماية السلام والوحدة في البلاد»، مشيراً إلى أن «الحرس» سيبذل كل جهد ممكن لتجنّب الخوض في مسائل قد تسبّب ارتباكاً وتحريفاً لدى الرأي العام. وكان موقع «شبكة إيران» التابع لصحيفة «إيران» التي تديرها الحكومة، ندد بضباط بارزين في «الحرس»، بسبب انتقادهم نجاد، معتبراً أن «إيران قد تكون الدولة الوحيدة حيث يمكن لبعض عسكرييها، في أي لحظة، شنّ هجوم» على الرئاسة. وانتقد الموقع رجل الدين علي سعيدي، ممثل مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي لدى «الحرس»، معتبراً أن علي أشرف نوري، المعاون السياسي السابق لقائد «الحرس»، أُبعد من منصبه بسبب مواقفه «المعتدلة» إزاء الحكومة. وكان نجاد انتقد قول سعيدي إن «هندسة» انتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، «حق للحرس». كما دعا الرئيس الإيراني إلى إقفال كل المنافذ الحدودية غير الشرعية، في إشارة إلى تلك التي يديرها «الحرس». في غضون ذلك، اعلن المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إيجئي أن سعيد مرتضوي، المدعي العام السابق في طهران وحليف نجاد، اتُهِم ب «المساعدة في قتل» محتجزين في معتقل «كهريزك» خلال الاضطرابات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009. إلى ذلك، أفاد موقع «راه سبز» المؤيد للإصلاحيين، بأن الدكتور إحسان شريعتي، نجل المفكر الإيراني البارز علي شريعتي، أحد أبرز المنظرين للثورة عام 1979، مُنِع من التدريس في جامعات البلاد.