احتفلت مجموعة من المثقفين في جدة وعدد كبير من الأدباء الناشئة بيوم الكتاب العالمي مساء الثلثاء الماضي على طريقتهم الخاصة وخارج إطار المؤسسات الثقافية والتواصل مع شرائح المجتمع المختلفة في الأماكن العامة والشعبية، وقال المشرف على الأمسية الشاعر والصحافي الزميل سعد الخشرمي: «حرصت مجموعة من الشباب المثقف والواعي على أن يكون الاحتفال بيوم الكتاب في موقع خارج عن المؤسسات الرسمية، وكان الاختيار لمقهى الكتاب في شارع الأمير سلطان، وكان مدير الأندية الأدبية حسين بافقيه داعماً ومتتبعاً لسير التنظيم، كما كان صاحب المقهى الأستاذ أحمد الشيخ من الداعمين والمرحبين بالفكرة التي أعتقد أنها نجحت، والدليل هو الحضور الكبير الذي اكتظت به ردهات المقهى». وبدأت الحفلة بكلمة للدكتور سعيد السريحي فقال: «إن صاحبي عايد، الفتى الذي علمني أن الكتاب حرية وقيد، عقلٌ وجنون، حياةٌ وموت كذلك. هو عايد الذي همس لي قبل موته، كيف يحيا الذين لا يقرأون، ثم همس لي بعد موته كيف يموت الذين لا يقرأون، أيها الأصدقاء لكم أن تحتفوا الليلة بالكتاب، ولي وحدي أن أحتفي بذكرى عايد عيد سالم الرفاعي رحمه الله». وتحدث الأديب عبدالله فراج الشريف فقال: «هذا أول احتفاء أحضره في حياتي بالكتاب ومنذ زمن كنا نخفي الكتب لأنها كانت من الممنوعات، لكننا اليوم نحتفي علناً وفي مقهى كل ما فيه يدعوك للقراءة والاطلاع، وبحضور هؤلاء الشباب الذين نراهن على أن الوطن سيكون له فارق في المستقبل وقدرة كبيرة على النهوض بالثقافة والآداب والفنون». وأكد مدير الأندية الأدبية حسين بافقيه «أنني كنت حريصاً جداً على ألا أقوم بأول نشاط ثقافي إلا خارج المؤسسات الثقافية، فكانت هذه الليلة التي وقف وراءها الشاعر والصحافي سعد الخشرمي، وأرجو له ولزملائه التوفيق دائماً، واستعرض بافقيه أول كتاب صدر في المملكة قبل 90 عاماً وهو كتاب «أدب الحجاز» لمحمد سرور الصبان الذي جمع فيه شعر ونثر الشباب في تلك الفترة. وشهدت الحفلة نقاشات جادة حول أهمية الكتاب ودوره في الارتقاء بوعي الناس ووجوده في منازلهم، وحضرها عدد كبير من المثقفين والأدباء، واستمرت إلى ساعات متأخرة من الليل، وتم توقيع 16 مؤلفاً لكتبهم وتوزيعها على الحضور. وفي نهاية الحفلة قدم الخشرمي نيابة عن الأدباء الجدد دروعاً تذكارية للسريحي والشريف وبافقيه.