لم ينتظر أهالي حفر الباطن زيارة مسؤول، كما ينتظرون «بشغف» زيارة أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف. إذ يبدي الكثير من الأهالي، «تفاؤلاً» بأن يكون له الفضل في تحريك مجموعة من «المطالب»، وتحويلها إلى «واقع»، وأبرزها إنشاء جامعة في محافظتهم، وبخاصة أنه من افتتح كلية المجتمع في حفر الباطن في العام 1420ه. حينما كان نائباً لأمير المنطقة. ويُنتظر قدوم أمير الشرقية، إلى حفر الباطن، مطلع شهر رجب المقبل، لرعاية حفلة تخريج طلاب كلية المجتمع والهندسة، وعلى رغم أنه من المتوقع أن تكون الزيارة لرعاية حفلة تخرج الطلاب، إلا أن الأهالي ينتظرون أن تفتح ملفات مواضيع عدة، أشهرها مطلب إنشاء الجامعة. وتشكل جامعة حفر الباطن «حلماً» لقاطنيها، وبخاصة شبابها بعد أن أصبحت «هاجساً مؤرقاً»، جعلها تتصدر أحاديث المجالس منذ أمد، بيد أن صوت المطالب ارتفع، بدخول مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت الانطلاقة من طريق منتديات الإنترنت، التي لا تخلو من مواضيع مثبتة تتصدرها، وبعد ذلك انطلقت حملات على «فيسبوك» و»تويتر». ويأمل أهالي حفر الباطن، أن يحرك أمير الشرقية، ملف إنشاء الجامعة، وبخاصة أن مخطط المدينة الجامعية موجود على أرض الواقع. إذ يوجد مبنى لكلية المجتمع التابعة لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وتبلغ مساحته 10 كيلومترات، وهو بمثابة «حرم» أو «مدينة جامعية»، تحوي جميع المرافق والكليات والخدمات للطلاب من بنين وبنات، إضافة إلى كادر تعليمي وموظفين، ويتسع لنحو 70 ألف نسمة، ووضعت وزارة التعليم العالي، مخططاً رئيساً يحوي جميع المرافق، إضافة إلى المدينةالرياضية و المدارس، وكلية طب ومستشفى جامعي، ومهبط للإخلاء الطبي. فالبنية التحتية جاهزة و معدة. ويداوم الكثير من سكان حفر الباطن، على التغريد، في وسم باسم «نطالب - بجامعة- حفر الباطن»، منذ أكثر من أربعة أشهر، ليصل عدد التغريدات إلى 4504. وارتفع سقف الطموح لديهم حتى أن بعضهم صمم شعارات للجامعة الحلم. فيما أغرق شباب المحافظة حسابات المشاهير، مطالبين بتفاعلهم ومساعدتهم على نشر قضيتهم. وقال منشئ وسم «#نطالب -بجامعة- حفر الباطن» محمد الجرمان: «ينتاب الحزن سكان حفر الباطن، الذين يربو عددهم على نصف مليون شخص، وبخاصة يوم الجمعة، فهو موعد الوداع الأسبوعي للآلاف من شبان وفتيات حفر الباطن، المتوجهين إلى كليات وجامعات موجودة في محافظات أخرى. فيما تبعد أقرب جامعة لنا أكثر من 300 كيلومتراً». وأضاف الجرمان، «فقدنا الكثير من الأبناء بسبب الحوادث، ولدينا أمثلة عدة لمن فقد ابنيه الاثنين في حادثة واحدة، وشخص آخر لديه خمسة من الأبناء في جامعات مختلفة، ينتظر مصيرهم المجهول». وأكمل «استبشرنا خيراً، عندما ذكر وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، في لقاء تلفزيوني بُث أخيراً، بأن هناك توجيهاً من المقام السامي، بتسريع درس إنشاء جامعة في حفر الباطن، وكان الوعد ثلاثة أسابيع في حد أقصى. ومضت المدة المقررة، ولم نسمع شيئاً»، مضيفاً «استخدمنا جميع الطرق لإيصال صوتنا، وبجميع الوسائل الإعلامية والاجتماعية، وهو جهد مستمر إلى الآن، من خلال الوسم». ويعود تاريخ مطالبة الأهالي، بحسب رئيس مجلس إدارة لجنة التنمية الاجتماعية مضحي الشمري، وهو من أوائل من طالب بإنشاء الجامعة في حفر الباطن، إلى العام 1425ه، «حين كتب مجموعة من الأهالي خطاباً، إلى وزارة التعليم العالي، ليعقبه زيارة قام بها وفد من الأهالي في العام 1426ه، إلى الوزارة، وخرجوا بوعود بإنشاء جامعة، لتمر السنون من دون جدوى»، موضحاً أنه «خلال هذه السنوات، رُفعت المئات من الخطابات والبرقيات والمكاتبات إلى الوزارة، والديوان الملكي، إضافة إلى كتابة نحو 30 مادة إعلامية عن مطالب الأهالي في عدد من الصحف، ووسائل الإعلام المختلفة». وذكر الشمري، أن «محافظة حفر الباطن، يقطنها قرابة ال500 ألف نسمة، ويتبعها 22 مركزاً وهجرة، إضافة لمدينة القيصومة، ومدينة الملك خالد العسكرية التي تحوي 122 مدرسة تُخرّج سنوياً من المرحلة الثانوية 7602 طالب وطالبة، يضطر هؤلاء إلى اختيار 4 طرق: إما التغرّب والدراسة في جامعات خارج المحافظة مثل المجمعة (300 كيلومتر)، أو الرياض (450 كيلومتر)، أو القصيم (380 كيلومتر)، أو الدمام (400 كيلومتر)، أو الالتحاق في كليات ليتخرجوا بشهادة دبلوم، وهو خيار أثبت عدم جدواه، لاكتفاء سوق العمل و حاجته لشهادات أعلى»، لافتاً إلى أن الخيار الثالث هو «العمل بوظيفة بسيطة، أو الالتحاق في القطاعات العسكرية، بشهادة الثانوية والطريق الأصعب والأخطر، هو البطالة».