أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، تشكيل «لجنة حكماء» ستتابع تنفيذ «خريطة طريق» اقترحها الزعيم المُعتقل لحزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، بالاتفاق مع الاستخبارات التركية، لتصفية الجناح العسكري للحزب وتسوية القضية الكردية. وقال أردوغان إن حكومته «جهدت خلال الأسابيع الماضية لاختيار أسماء يمكن الوثوق برجاحة عقلها»، معلناً اختيار تلك الأسماء التي لم يكشف هويتها، من كل المناطق الجغرافية في تركيا، في إشارة إلى حرصه على أن تشمل اللجنة التي تضمّ 49 عضواً، كل القوميات والتيارات السياسية في البلاد. لكن المعارضة نفت استشارتها أو التنسيق معها في تشكيل اللجنة التي قال أردوغان إنه سيلتقي أعضاءها غداً، وسيطلب منهم «مساندةً وعوناً لتطبيق خريطة السلام من دون مشكلات، والتدخل حين يلزم لتسوية أي مشكلة تعرقل تنفيذها». واتهم زعماء المعارضة القومية واليسارية في البرلمان، ب «الخيانة» لرفضهم دعم خطة السلام. في المقابل، انتقد رئيس «حزب الحركة القومية» المعارض دولت باهشلي، أردوغان، إذ اتهمه ب «فتح كل قنوات المساومة» مع «الكردستاني»، معتبراً أن «لا بديل عن محاكمة» مسلحي الحزب. في غضون ذلك، اعترض «الكردستاني» على تصريحات لأردوغان حول كيفية تنفيذ انسحاب مسلحي الحزب من تركيا، قال فيها: «عليهم ببساطة إلقاء سلاحهم والخروج من الأراضي التركية»، إذ قال جميل بايك، أحد صقور قيادة الجناح العسكري ل «الكردستاني»، إن ذلك ليس وارداً، معلناً إصرار «الحزب على اشتراطه وجود ضمان سياسي أو قانوني»، وأن يوجّه البرلمان نداءً رسمياً يطلب من الحزب ذلك، لتجنّب أي مشكلات. ويشير بايك بذلك إلى تجربة «مريرة» للحزب، لدى تنفيذه أمراً أصدره أوجلان بالانسحاب، بعد اعتقاله عام 1999، إذ قتل الجيش التركي واعتقل عشرات منهم. واعتبر بايك أن تعهد أردوغان شفوياً بأن الجيش لن يلاحق المنسحبين أو يتعرّض لهم، «ليس كافياً»، مشدداً على أن تصريحات رئيس الوزراء «ليست مقبولة وتناقض خطة السلام» التي أقرها أوجلان. وأكد أن «لا انسحاب من دون تنفيذ الشرط» الذي حدده «الكردستاني»، لافتاً إلى أن «لجنة الحكماء ليست جهة حكومية» ليتعاون الحزب معها. وكان رئيس البرلمان جميل شيشيك رفض طلب «الكردستاني»، معتبراً أن «الأمر يخصّ الحكومة وحدها»، في إشارة إلى رفضه التعامل مع «الكردستاني»، لتجنّب منحه شرعية الندّ السياسي أو المخاطب الذي تتفاوض معه الدولة. وذكرت مصادر قريبة من حكومة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، أن أردوغان قد يطلب من «لجنة الحكماء» زيارة أوجلان في سجنه الأسبوع المقبل، لتوسيع دائرة التواصل معه ولئلا يحتكرها النواب الأكراد. وأضافت أن أردوغان يراهن على أن تؤدي اللجنة دوراً مهماً في تذليل المصاعب، لافتة إلى أنها قد تزور قيادات «الكردستاني» في شمال العراق، إن اقتضت ضرورة، لإقناعها بتنفيذ الخطة.