لا يزال المواطن الفلسطيني في قطاع غزة يعاني من الهموم والمآسي المتزايدة عليه، إلى جانب تدهور الأوضاع الصحية لبعض الغزيين بفعل نقص الخدمات الصحية. فالمستوصف الحكومي في مخيم النصيرات يفتقر إلى جهاز صدمات كهربائية وسيارة إسعاف تكون موجودة على مدار الساعة أمام المستوصف لنقل الحالات الحرجة إلى المستشفى، فهذا المستوصف يستفيد منه أكثر من 80 ألف مواطن في مخيم النصيرات. وبسبب تقلص الخدمات الطبية في هذا المستوصف توفي في الآونة الأخيرة، شاب أمام المستوصف بعد إصابتة بنوبة قلبية، و نظراً إلى عدم وجود جهاز صدمات كهربائية وعدم وجود سيارة إسعاف استدعيت سيارة من المركز الرئيسي للإسعافات، وبسبب تأخر سيارة الإسعاف توفي الشاب. مسلسل تقلص الخدمات مستمر ولا مغيث، فقد توجهت إلى المستوصف لعلاج نجلي الذي عاينه الطبيب، وطلب إجراء «تبخيرة» له، فذهبت إلى الغرفة المجاورة وكانت الصدمة بل المصيبة، طفل يرقد على كرسي وبجانبه والده الذي يقوم بعمل التبخيرة له بواسطة الجهاز المخصص لها لإصابته بالكحة مثل ابني. وقال والد الطفل للطبيب: الجهاز لا يعمل ولا يخرج منه بخار، فردّ الطبيب عليه: للأسف الجهاز ضعيف نوعاً ما، فغادر الطفل ووالده على الفور. لكن الفاجعة كانت في استقبال موظف لي مهمته استقبال الأطفال المرضى لكنه كان يدخن في مركز طبي وحكومي. مع العلم أن التدخين ممنوع داخل المراكز والمستشفيات والأماكن الصحية ومن يخالف يعرض نفسه للمساءلة القانونية وفق تصريحات الحكومة ووفق الإرشادات واللافتات الملصقة على جدران المراكز الصحية. ذهبت إلى الطبيب لعمل التبخيرة لنجلي فتفاجأت بجهاز التبخيرة والصوت المرتفع، ما يشير إلى وجود عطل بالجهاز، فجاء الطبيب وقام بإضافة المحلول (مادة التبخيرة) إلى الجهاز، لكنه للأسف لا يعمل جيداً. فقلت للطبيب: الجهاز لا يخرج البخار. فأجاب: يوجد خلل بالجهاز. فقلت له: هل بإمكاني عمل تبخيرة في البيت، فقال لي: نعم، وعلى الفور غادرت المكان، فهذا السؤال سيكون سبباً مقنعاً لعدم رجوعي إلى المستوصف مرة أخرى. ما شاء الله، مستوصف حكومي يستفيد منه أكثر من 80 ألف مواطن في مخيم النصيرات يفتقر إلى جهاز صدمات كهربائية وسيارة إسعاف وجهاز تبخيرة!