بدأت مديرية الشؤون الصحية بمحافظة الطائف التحقيق في اتهام مستوصف المحاني، وتحميله مسؤولية وفاة طفل؛ رفض نقله بالإسعاف للطائف، وتشخيص حالته بأنها بسيطة، عبارة عن مرض اللوزتين؛ ولا تستوجب النقل. وأوضح الناطق الإعلامي بصحة الطائف سراج الحميدان أنه تم تشكيل لجنة من إدارة المتابعة، وصلت للمستوصف شمال المحافظة، وبدأت رسمياً مجريات التحقيق.
وكانت إحدى الأسر قد حمَّلت مستوصف المحاني مسؤولية وفاة طفلها؛ لأنه رفض نقله عبر إسعاف المستوصف للطائف؛ ما دفع عمه إلى نقله عبر مركبته الخاصة، إلا أنه توفّي في منتصف الطريق.
وكان الطفل عبد العزيز بن سالم تراحيب الروقي (7 سنوات) يعاني ضعف النمو بالرئة، وسبق أن تم تنويمه بالعناية المركزة بمستشفى الأطفال بالطائف بعد أن تم تحويله من مستوصف المحاني الحكومي ضمن المنطقة التي يسكنها شمال المحافظة، وبعد خروجه ألزم الأطباء والده بشراء أسطوانة أوكسجين له؛ كون حالته قد تتأزم، وبالفعل تولى والده المعوق شراءها، ثم تعبئتها عن طريق المستوصف.
وبعدها ساءت حالة الطفل الصحية؛ فتوجَّه به عمه لمستوصف المحاني، وتم تشخيص حالته عن طريق أحد الأطباء بأنها من أثر التهاب اللوزتين.
وأوصى الطبيب بشراء بعض الأدوية، وتم ذلك من قبل أسرته، إلا أن حالته الصحية ازدادت سوءاً، في الوقت الذي كان يواصل فيه أخذ جرعات الأوكسجين دون توقف.
وكان عم الطفل "عبد العزيز" برفقة والدته قد توجها به الأسبوع الماضي لمستوصف المحاني، إلا أنهم رفضوا نقله لمستشفى الأطفال بالطائف، بحجة أن حالته لا تستوجب، وحاول مراراً تحريك الإسعاف المجهّز، ولكنهم أصروا على الرفض؛ كونه لا بد أن ينقل بالإسعاف من أجل الأوكسجين.
وتولى عم الطفل نقله للطائف بعد تخلي المستوصف عنه دون أن ترافقه أسطوانة الأوكسجين؛ حيث تضاعفت الحالة وهو بين يدي والدته حتى الوصول لمنطقة عشيرة شمالاً قبل الدخول للطائف، وهناك ظل يبحث عن مستوصف؛ ما دعاه لمواصلة السير باتجاه الطائف، وقبل الوصول كان الطفل قد بلغ مراحله الأخيرة، وبات يحتضر حتى قال: "بسرعة.. خلاص، خلاص"، وكانت كلماته الأخيرة قبل أن يتم الدخول به لمستشفى الأمير سلطان بالقاعدة الجوية، وهناك تم إعلان وفاته.