استأنف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اتصالاته في شأن البحث عن مخارج للجمود الذي أصاب عملية تأليف الحكومة اللبنانية، فالتقى النائب وليد جنبلاط. وهو اجتمع ليل أول من أمس مع مساعد الأمين العام ل «حزب الله» الحاج حسين خليل، للبحث في أسباب تصاعد الحملات الإعلامية بين بعض أطراف المعارضة من جهة والأكثرية من جهة ثانية. على صعيد آخر عثر الجيش اللبناني صباح أمس على شخص عبَر من الأراضي الفلسطينية المحتلة الى الأراضي اللبنانية عبر الشريط الشائك ودخل خراج بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل. وكانت قيادة القوات الدولية في الجنوب (يونيفيل) أبلغت الجيش اللبناني معلومات تبلغتها من الجيش الإسرائيلي على أن شخصاً عبَر الحدود عند ما يسمى النقطة (كيلو – 9) فجرد الجيش حملة تفتيش وعثر على المتسلّل الذي رفض الإدلاء بأي معلومة حول ما قام به وبدا غريب الأطوار. ونقل الى مقر وزارة الدفاع للتحقيق معه. على الصعيد السياسي الداخلي، اعرب الرئيس سليمان عن أمله بأن يكون تخفيف حدة التخاطب السياسي مدخلاً لإعادة الاتصالات التي تخرج الوضع من الجمود السائد في ما يخص الوضع الحكومي. فيما علم أن الحريري ووفد «حزب الله» اتفقا على مواصلة البحث في إزالة الصعوبات من أمام إنجاز الحكومة. لكن مصادر قريبة من الفريقين اشارت الى أن الاجتماع لم يحقق اختراقاً مهماً، فإن الأوساط المواكبة لعملية التأليف تتصرف على أن لا تغيير مهماً في مطالب الفرقاء، لا سيما مطالبة العماد عون بتولية صهره جبران باسيل حقيبة الاتصالات، والحصول على حقيبة سيادية هي الداخلية من ضمن 5 حقائب لوزرائه الخمسة، وسط المزيد من تضامن فرقاء في المعارضة معه. وأوضحت المصادر أن اجتماع الحريري مع «حزب الله» لم ينته الى نتيجة واضحة حول ما إذا كان الحزب سيبذل جهداً مع العماد عون من أجل تعديل مطالبه، وسط تكتم شديد حول ما جرى تداوله. وقالت إن الحريري ينتظر أن يدفع كلامه، الذي قاله أول من أمس عن أمله تشكيل الحكومة بالحوار الهادئ بين كل الأطراف، العماد عون الى التجاوب مع دعوته إليه للحوار حول مطالبه بدلاً من الرد عليه في وسائل الإعلام. وشددت على أن الحريري ليس في وارد الاعتذار عن تكليفه التشكيل، وسيواصل جهوده كما أن فريقه ليس في وارد تعويم الحكومة الحالية لأن هذا يناقض الدستور ومن غير الوارد لديه أن يقبل بالشروط التعجيزية التي تطرح عليه وسيتابع سياسة الصبر والإقلال من الكلام. لكن إذا وجد أن هناك ضرورة لأن يتكلم فإنه سيقول كلاماً كثيراً لديه. وهو ذكّر من يعنيهم الأمر بتناقض الأفعال مع الأقوال. وفيما يترقب الوسط السياسي ما يمكن أن يصدر عن عون اليوم بعد ترؤسه اجتماع تكتله النيابي فإن عضو «التكتل» النائب ألان عون دعا مساء في تصريح لموقع «ناو ليبانون» الإلكتروني الى عقد لقاء صريح بين الحريري والعماد عون «كون هذا اللقاء لا مفر منه والمهم أن تكون هناك أجواء تسهّل الحوار بين الرجلين»، معرباً عن ترحيبه بمبادرة الحريري وقف الحملات على التيار الوطني معتبراً أنها «مشجعة كثيراً ونتوقع حصول اللقاء قريباً». وحين سئل النائب عون عما إذا كان توزير الراسبين وحقيبة الداخلية هي العقبات قال: «هذه الأمور تفصيلية. ولو أن العماد عون شعر بارتياح ولم يستهدف بمحاولات لتحجيمه وتهميشه لما كانت كل هذه التفاصيل تعرقل تأليف الحكومة.». وشجعت كتلة «المستقبل» النيابية التي يتزعمها الحريري بعد اجتماع عقدته برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة الرئيس المكلف على مواصلة سياسة الابتعاد من السجالات واعتماد أسلوب الحوار الهادئ. واستنكرت الكتلة «الحملات الإعلامية الخارجية (المقصود انتقادات صحف سورية للرئيس المكلف) التي تضع المزيد من العقبات أمام تأليف الحكومة المتجانسة»، ودعت الى احترام الدستور والأصول المنصوص عنها في تشكيل الحكومة والصلاحيات التي يعطيها لرئيس الحكومة المكلف ولفخامة الرئيس في هذا الشأن». وشددت الكتلة على الإسراع في تأليف الحكومة. وأكد الحريري مساء ، في إفطار أقامه في دارته في قريطم، أن مشاركة «حزب الله» في حكومة وحدة وطنية «من الثوابت، شاءت إسرائيل أم أبت». وقال إن «الأكثرية عندما فازت في الانتخابات قررت أن تمد يدها إلى الجميع لتشكيل حكومة وحدة وطنية. هذا هو خيارنا، لا أحد يفرضه علينا، ولا أحد يخيفنا لاتخاذه لأننا منذ اللحظة الأولى نعرف مصلحة لبنان ونعمل من أجلها». ولفت إلى أن حكومة الوحدة الوطنية «لا تلغي الأكثرية، ولا تتعارض مع خيارنا أن نكون جميعاً في حكومة واحدة لأننا نعرف التحديات والتهديدات التي تواجه لبنان، ونحن أخذنا هذا الخيار بملء إرادتنا. وأعود وأكرر أن أحداً لا يستطيع أن يلغينا». وشدد على «أهمية الوحدة الوطنية والعيش المشترك». وقال إن «الحرية والديموقراطية هما أساس هذه الوحدة، وسنحميهما برموش عيوننا».