لن تكون رحلة تشلسي الإنكليزي إلى مدينة بال السويسرية بمثابة النزهة في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» لكرة القدم اليوم الخميس بعد إنجاز حققه الفريق السويسري في الدور السابق بإقصائه توتنهام القوي. بعد أن استهل موسمه حاملاً للقب دوري أبطال أوروبا، تقهقر النادي اللندني، وتحول إلى المسابقة القارية الرديفة، لكن عروضه تحسنت في الآونة الأخيرة مع المدرب الإسباني رافايل بينيتيز، على رغم خسارته في نصف نهائي مسابقة الكأس أمام مانشستر سيتي، وكان روبين كازان الروسي آخر ضحاياه في الدور السابق. ويبحث تشلسي الذي خرج من الدور الأول لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي توج بلقبها الموسم الماضي للمرة الأولى في تاريخه، عن أن يصبح رابع فريق فقط يتوج بالألقاب الأوروبية الثلاثة بعد يوفنتوس الإيطالي واياكس أمستردام الهولندي وبايرن ميونيخ الألماني. وصحيح أن تشلسي يريد أن يدخل التاريخ بإحرازه لقب دوري الأبطال والدوري الأوروبي في موسمين على التوالي، لكنه يركز على مقعد مؤهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، وهو تعادل في آخر مبارياته مع ليفربول (2-2)، ليحتل المركز الرابع في البرميير ليغ، وهو الأخير المؤهل إلى المسابقة الأولى. في المقابل، يعتبر بال من الوجوه اللامعة في الموسمين الأخيرين على الساحة القارية، إذ نجح بالفوز على مانشستر يونايتد الإنكليزي وبايرن ميونيخ الألماني في دوري الأبطال الموسم الماضي، وأقصى زينيت سان بطرسبرغ الروسي وتوتنهام من الدوري الأوروبي هذا الموسم. وخسر بال الطامح إلى أن يصبح أول فريق سويسري يبلغ نهائي إحدى المسابقات القارية مرة واحدة في 21 مباراة رسمية منذ مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي في مباراة الرد أمام زينيت (1-صفر). ولحسن حظ تشلسي لن يواجه الهداف ألكسندر فراي الذي اعتزل اللعب، ليحتل منصباً إدارياً مع نادي لوسيرن. وعلى غرار بال، يظهر فريق مدينة إسطنبول للمرة الأولى في نصف نهائي أوروبي، ويبحث عن الاستفادة من أرضه أمام بنفيكا الذي لم يخسر في الدوري المحلي هذا الموسم، وتخطى نيوكاسل يونايتد الأنكليزي في الدور السابق. وبالنسبة إلى اللاعب وسط فنربخشة ايمري بيلوزوغلو، يعتبر بنفيكا «الفريق الأقوى في المنافسة راهنا». من جهته، ينوي بنفيكا - بطل كأس الأندية الأوروبية البطولة مرتين عامي 1961 و1962- معانقة اللقب الأوروبي للمرة الأولى بعد 50 عاماً من الانتظار، بعدما كان من عمالقة القارة العجوز على أيام الأسطورة اوزيبيو. ويأمل الفريق التركي بألا يتكرر سيناريو مواجهته السابقة مع العملاق البرتغالي الذي اكتسحه (7-1) في مجموع مباراتيهما في الدور الأول من كأس الأندية الأوروبية البطولة موسم 1975-1976، علما بأن المواجهة الأخيرة لفنربغشه مع فريق برتغالي تعود إلى موسم 2008-2009، حين خسر أمام بورتو (1-3) ذهاباً و(1-2) إياباً في الدور الأول من مسابقة دوري أبطال أوروبا. ويبدو تشلسي وبنفيكا، أقله على الورق، الأوفر حظاً للسفر إلى أمستردام في 15 آيار (مايو)، من أجل خوض المباراة النهائية التي ستشكل في حال جمعتهما المواجهة الثانية بين الفريقين اللذين تواجها خلال الموسم الماضي في الدور ربع النهائي من مسابقة دوري الأبطال، وخرج الفريق اللندني فائزاً ذهاباً (1-صفر) وإياباً (2-1) في طريقه للتخلص من برشلونة الإسباني في نصف النهائي (1-صفر) و(2-2) والفوز باللقب على حساب بايرن ميونيخ الألماني بركلات الترجيح (تعادلا 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي).