أوقف الاتحاد الانكليزي لكرة القدم اليوم الاربعاء مهاجم ليفربول الدولي الاوروغوياني لويس سواريز 10 مباريات لعضه مدافع تشلسي الصربي برانيسلاف ايفانوفيتش الاحد الماضي خلال المباراة بين الفريقين (2-2) ضمن المرحلة الرابعة والثلاثين من الدوري الانكليزي. وقال الاتحاد الانكليزي في بيان نشره على موقعه على شبكة الانترنت: "إرتأت لجنة قانونية مستقلة من 3 أشخاص بأن عقوبة الايقاف لثلاث مباريات غير كافية، وسيتم ايقاف اللاعب 7 مباريات اضافية الى جانب عقوبة المباريات الثلاث الاعتيادية"، مضيفا ان "العقوبة ستطبق بأثر فوري". وكان الاتحاد الانكليزي قرر اول من امس الاثنين فتح تحقيق بحق سواريز، واوضح الاتحاد في بيان ان تهمة "التصرف العنيف" وجهت الى الاوروغوياني. ولم يلاحظ حكام المباراة الحركة التي قام بها سواريز، وعاد الاتحاد الى شريط المباراة من اجل البدء بخطوته الاجرائية ضد اللاعب. وابلغ ايفانوفيتش الشرطة الانكليزية بانه لن يتقدم بشكوى ضد المهاجم الاوروغوياني بعد ان اتصل به واعتذر له عما قام به. وجاء رد ليفربول سريعا على القرار الصادر بحق لاعبه وذلك عبر لسان المدير الاداري فيه ايان آير الذي قال: "النادي واللاعب على حد سواء يشعران بالصدمة والخيبة من قساوة العقوبة التي صدرت اليوم عن اللجنة المستقلة. نحن بانتظار الحصول غدا (الخميس) على المبررات بشكل خطي قبل الادلاء باي تعليق اضافي". وامام سواريز حتى الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت غرينيتش من يوم الجمعة من اجل استئناف العقوبة الاضافية التي فرضت عليه (7 مباريات). وقد اعترف المهاجم الاوروغوياني بالتهمة الموجهة اليه لكنه رفض موقف الاتحاد الانكليزي حول ان الايقاف لثلاث مباريات غير كاف. وبهذا الايقاف، انتهى موسم سواريز الذي تنازل عن صدارة الهدافين لمهاجم مانشستر يونايتد الهولندي روبن فان بيرسي (23 مقابل 24 هدفا) لانه لم يبق على انتهاء الدوري الانكليزي الممتاز سوى اربع مراحل فقط، كما هناك احتمال ان ينتهي مشوار الاوروغوياني مع فريقه ليفربول ايضا لان مدرب الاخير الايرلندي الشمالي برندن رودجرز المح الى امكانية بيع اللاعب الذي غرم من قبل ناديه وسيتبرع بالغرامة لعائلة ضحايا الستة والتسعين الذين قضوا نتيجة التدافع في مأساة ملعب "هيلسبورو" عام 1989 خلال مباراة ليفربول ونوتنغهام فورست في نصف نهائي كأس انكلترا يوم 15 نيسان/ابريل 1989. واعتبر رودجرز بعد مباراة الاحد الماضي ان قيم النادي اهم بكثير من اي فرد وعلى اللاعبين تحمل عواقب افعالهم، مضيفا "ساجري تقييما صادقا لما حصل. ساراجع الحادث وسنراجعه معا كناد. من المؤكد انه ليس هناك شيء اكبر من هذا النادي، ان كنت لاعبا او مدربا. كمدربين وطاقم فني ولاعبين، نحن نمثل هذا النادي الكبير خارج الملعب وداخله بشكل اخص". ووعد رودجرز باجراء تحقيق داخلي قد يشارك فيه مالكو النادي مجموعة "فينواي سبورتس غروب". واشار رودجرز الى ان "تاريخ هذا النادي يتمحور حول الاحترام والطريقة التي يتم التعامل بها مع الناس. وسنحافظ على هذا الامر على الدوام وسيبقى (النادي) على هذا المسار بعد رحيلي بفترة طويلة". وهذه ليست المرة الاولى التي يلجأ فيها سواريز الى عض لاعب خصم، اذ ان مسيرته مع اياكس امستردام انتهت بسبب حركة من هذا النوع بعدما اوقف عام 2010 لسبع مباريات بسبب عضه لاعب ايندهوفن المغربي عثمان بقال، كما ان مسيرته مع ليفربول شهدت حادثة تسببت بضجة كبيرة وبايقافه لثماني مباريات وفرضت عليه غرامة مالية مقدارها 60 الف دولار بعد اتهامه بتوجيه كلام عنصري باتجاه مدافع مانشستر يونايتد الفرنسي باتريس ايفرا خلال مباراة الفريقين في الدوري المحلي في 15 تشرين الاول/اكتوبر 2011. ووقف ليفربول حينها الى جانب لاعبه الاوروغوياني، واعتبر بان الاتحاد الانكليزي كان "عازما" على ايجاد سواريز مذنبا، معتبرا بان الاخير لم يحصل على جلسة استماع عادلة. وفتح الاتحاد الانكليزي حينها تحقيقه استنادا الى التصريح الذي ادلى به ايفرا بعد المباراة مباشرة لقناة "كنال بلوس" حيث اكد بان مهاجم اياكس امستردام السابق وجه له اهانات عنصرية اكثر من 10 مرات في تلك المباراة. وقال ايفرا حينها "كنت منزعجا. لا يمكنك قول اشياء مماثلة في 2011. انه يعلم ما قاله، الحكم يعلم ذلك ايضا، ستظهر الامور الى العلن. لن اكرر ما قاله، لكنها كانت كلمة عنصرية ورددها اكثر من 10 مرات. حاول ان يستدرجني. لن اضخم المسألة لكنه امر مزعج ومخيب". وعلق ليفربول على تصريح ايفرا، قائلا "من المستغرب ان يتم تجريم لويس استنادا الى كلمة باتريس ايفرا وحده ولا احد سواه في ارضية الملعب - بينهم زملاء ايفرا في مانشستر يونايتد وجميع حكام المباراة الذين لم يسمعوا اي شيء من المحادثة المفترضة بين اللاعبين". وشكك ليفربول بمصداقية ايفرا، قائلا "نحن نعتقد ان الاتهامات الموجهة من قبل هذا اللاعب بالذات لا تتمتع بالمصداقية - كما كانت الحال في ادعاءاته السابقة التي لم يكن لها اي اساس من الصحة"، في اشارة منه الى ما حدث عام 2008 بين ايفرا والطاقم الفني لتشلسي وما تبعه من قرار للاتحاد الانكليزي الذي اعتبر بان شهادة المدافع الفرنسي "مبالغ فيها ولا تتمتع بالمصداقية". ويبدو ان المهاجم الاوروغوياني الذي زادت النقمة عليه بعد رفضه مصافحة ايفرا في المواجهة التالية بينهما في شباط/فبراير 2012 ثم بلمسه الكرة بيده قبل تسجيل هدف الفوز لفريقه في كانون الاول/يناير الماضي في الدور الثالث من مسابقة الكأس امام مانسفيلد، قد لا يحظى هذه المرة بمساندة النادي ومدربه الذي قال: "لطالما دافعت عن الناس الذين اعتبرتهم محقين، لكن اذا كانوا مخطئين فسأتخلى عنهم...ونواصل مشوارنا". وتابع "على الناس تقبل الامر عندما يخطئون...يجب تقبل العواقب الناجمة عن اخطائهم". وعقوبة سواريز ليست الاقسى في الدوري الانكليزي، اذ سبق للاتحاد الانكليزي ان اوقف الايطالي باولو دي كانيو الذي يشرف حاليا على سندرلاند، ل11 مباراة عام 1998 لدفعه الحكم حين كان يدافع عن الوان شيفيلد يونايتد. كما اوقف مدافع مانشستر يونايتد ريو فرديناند لثمانية اشهر لتجنبه الخضوع لفحص منشطات عام 2003، فيما اوقف الحارس الاسترالي مارك بوسنيتش ولاعب الوسط الفرنسي ايريك كانتونا لتسعة اشهر، الاول لاعتدائه بالركل على احد المشجعين خلال مباراة فريقه مانشستر يونايتد مع كريستال بالاس عام 1995 والثاني بعد ان اكتشف تناوله لمادة الكوكايين عام 2003 حين كان يدافع عن مرمى تشلسي. اما العقوبة الاخيرة بهذا الحجم فصدرت العام الماضي بحق لاعب وسط كوينز بارك رينجرز جوي بارتون الذي اوقف ل12 مباراة بعد تصرفين عنيفين وغير رياضيين خلال المباراة الاخيرة من الموسم الماضي امام مانشستر سيتي.