يبدو أن المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز يعشق وجوده تحت المجهر بسبب أخطائه التي تطغى في معظم الأحيان على تألقه كلاعب، وهذا ما حصل أول من أمس (الأحد) خلال مباراة فريق ليفربول وضيفه تشلسي في الدوري الإنكليزي لكرة القدم، إذ لم يتحدث أحد عن هدف التعادل (2-2) الذي سجله في الوقت بدل الضائع بل عن عضِّه مدافع الفريق اللندني الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش. صحيح أن سواريز اعتذر بعد المباراة مباشرة عن الحركة «الصبيانية» التي قام بها من دون أن يتنبه إليه الحكم، قائلاً «أنا حزين لما حصل، أعتذر لإيفانوفيتش وكل عالم كرة القدم عن التصرف غير المبرر الذي قمت به، أنا متأسف جداً!»، لكن ذلك قد لا يكون كافياً لكي يواصل مشواره مع «الحمر» لأن مدربه الأرلندي الشمالي برندن رودجرز ألمح إلى إمكان بيع اللاعب الأوروغوياني الذي غرم من ناديه وسيتبرع بالغرامة لعائلة الضحايا ال96 الذين قضوا نتيجة التدافع في مأساة ملعب «هيلسبورو» عام 1989 خلال مباراة ليفربول ونوتنغهام فورست في نصف النهائي لكأس إنكلترا يوم 15 نيسان (أبريل) 1989. وأكد رودجرز أن قيم النادي أهم بكثير من أي فرد وعلى اللاعبين تحمل عواقب أفعالهم، مضيفاً: «سأجري تقويماً صادقاً لما حصل. سأراجع الحادثة وسنراجعها معاً كنادٍ. من المؤكد أنه ليس هناك شيء أكبر من هذا النادي، سواء أكنت لاعباً أم مدرباً. نحن كمدربين وطاقم فني ولاعبين نمثل هذا النادي الكبير خارج الملعب وداخله في شكل أخص». ووعد رودرجز الذي أشار إلى أنه لم يرَ ما حصل في الدقيقة 66 من مباراة الأمس ورفض عرضاً من أحد الصحافيين من أجل رؤية اللقطة والحركة التي قام بها سواريز، بإجراء تحقيق داخلي قد يشارك فيه مالكو النادي (مجموعة فينواي سبورتس غروب). وأضاف: «تاريخ هذا النادي يتمحور حول الاحترام والطريقة التي يتم التعامل بها مع الناس. وسنحافظ على هذا الأمر على الدوام وسيبقى النادي على هذا المسار بعد رحيلي بفترة طويلة». وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها سواريز إلى عض لاعب خصم، إذ إن مسيرته مع أياكس أمستردام الهولندي انتهت بسبب حركة من هذا النوع بعدما أوقف عام 2010 لسبع مباريات بسبب عضه لاعب «إيندهوفن» عثمان بقال، كما أن مسيرته مع ليفربول شهدت حادثة تسببت بضجة كبيرة وبإيقافه لثماني مباريات وفرضت عليه غرامة مالية 60 ألف دولار بعد اتهامه بتوجيه كلام عنصري لمدافع مانشستريونايتد الفرنسي باتريس إيفرا خلال مباراة الفريقين في الدوري المحلي في 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2011. ووقف ليفربول حينها إلى جانب لاعبه الأوروغوياني الذي يواجه مجدداً احتمال الإيقاف بسبب ما قام به أول من أمس (الأحد)، وذكر أن الاتحاد الإنكليزي كان «عازماً» على إيجاد سواريز مذنباً، معتبراً أن المهاجم الأوروغوياني لم يحصل على جلسة استماع عادلة. وفتح الاتحاد الإنكليزي حينها تحقيقه استناداً إلى التصريح الذي أدلى به إيفرا بعد المباراة مباشرة لقناة كنال بلوس إذ أكد أن مهاجم إياكس أمستردام السابق وجه له إهانات عنصرية أكثر من 10 مرات في تلك المباراة. ويبدو أن المهاجم الأوروغوياني الذي زادت النقمة عليه بعد رفضه مصافحة إيفرا في المواجهة التالية بينهما في شباط (فبراير) 2012 ثم بلمسه الكرة بيده قبل تسجيل هدف الفوز لفريقه في كانون الأول (يناير) الماضي في الدور الثالث من مسابقة الكأس أمام «مانسفيلد»، قد لا يحظى هذه المرة بمساندة النادي ومدربه الذي قال: «لطالما دافعت عن الناس الذين اعتبرتهم محقين، لكن إذا كانوا مخطئين فسأتخلى عنهم... ونواصل مشوارنا». وتابع: «على الناس تقبل الأمر عندما يخطئون. يجب تقبل العواقب الناجمة عن أخطائهم».