ريال مدريد في ضيافة دورتموند مواجهة ثالثة، أم لقاء أول، حلم سيقترب في ليلة عبور، أم ميزان عادل سيجعل من مسرح «سيغنال إيدونا بارك» محطة انتظار؟ ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا سيشهد مباراة التقى طرفاها في الدور الأول من المسابقة ذاتها، رجحت حينها كفة «الألمان» ذهاباً وعودة، ولكن المعركة التي ستكون شاهداً على صراع «أسود» و«الميرنغي» للمرة الثالثة على صعيد المسابقة، وللمرة الأولى في طريق المنعطفات الحاسمة، ففي مباريات الدور التمهيدي، كانت الفرص متاحة للتعويض، حتى وإن حضرت الخسارة، ولكن السقوط اليوم قد ينفي بطلاً من ال«تشامبيونز ليغ»، فالفرص محدودة للغاية، والمجال لا يتسع لكل الطموحات، فالجدية وحدها ستحلق بأحد المتنافسين نحو ملعب «ويمبلي» في إنكلترا، إذ سيكون ميدانه بساطاً ل«كبيري اوروبا» اللذين سيبلغان الختام. «الدون» كريستيانو رونالدو يحمل على عاتقيه أحلاماً «وردية» لعشاق ارتدوا معطف «الكبرياء» نظير تاريخ حافل بالتتويج «الأوروبي»، فالمرات التسع التي ظفر خلالها «ملكي مدريد» بلقب دوري أبطال أوروبا نقلت الفريق الإسباني إلى فضاء آخر بعيداً عن سرب المتنافسين، إلا أن جماهير «الريال» ملّت الغياب عن التتويج، إذ طالت استراحة محاربهم الذي عانق الذهب الأوروبي قبل 10 أعوام حينما قاده الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان للفوز بهدف «سينمائي»، وللمصادفة فإن الخصم كان ألمانياً ويُكنّى ببايرليفركوزن، واليوم فالنجم حاضر واسمه رونالدو، والخصم ألماني ولقبه «دورتموند»، فالمعطيات تبدو متشابهة بين منجز الأمس، وأمل يلوح في سماء حاضرنا، فرونالدو هداف البطولة حتى اللحظة ب11 بصمة، وأكثر من قطع كيلومترات على مستوى المسابقة في سبيل خدمة «الميرينغي»، والشباك «الصفراء» أدمت في المواجهات السابقة من رصاصة «الدون»، وهو سيبحث اليوم فقط عن هدف جديد في مرمى دورتموند. ومن يزيد من قوة «الريال» عبقري يُدعى جوزيه مورينيو، هو يحمل الجنسية ذاتها لمواطنه رونالدو، فهما خير سفيرين للكرة البرتغالية، والتاريخ يُذكرنا دوماً بأن العودة لملاقاة الخصم في أدوار متقدمة لعبة يجيدها «سبشل ون» وأبرز ما يُذكر عن تلك المفارقة هو إقصاؤه لبرشلونة إبان رحلته مع إنترميلان، إذ خسر وتعادل في مواجهات الدور التمهيدي، ونجح في تخطي «الكاتالوني» في نصف النهائي، وحقق اللقب بعد ذلك، إذ تغلب على بايرن ميونيخ في النهائي، واليوم يواجه دورتموند بخسارة وتعادل في الأدوار التمهيدية، ويبدو الطريق سالكاً لتكرار الإنجاز. أما على الصعيد الآخر، فهناك ألمانيون لا يعرفون اليأس والدليل القاطع يتمثل في آخر مباراة لهم في المسابقة عينها، عندما انتزعوا البطاقة في دقيقتين بعد انقضاء الوقت الأصلي، ما زاد من إصرار كل من ينتمي ل«دورتموند» في التأهل لم يأت بسهولة، فعناء كبير محاولات مضنية كانت خلف بلوغهم الدور قبل النهائي، ريوس ورفاقه اجتازوا فريقاً إسبانياً وهو ملقا في مسيرتهم «الأوروبية»، ومن قبلها فازوا وتجنبوا الخسارة أمام ريال مدريد، وربما أن وجود إسبان في الطريق يرجح كفة «دورتموند» في مسابقة «2012،2013» على أقل التقديرات.