وقعنا جميعاً في خطأ جسيم في البداية عندما هاجمنا وانتقدنا فرق الهيئات واتهمناها بأنها ستفسد متعة وحلاوة كرة القدم لأنها أندية بلا شعبية أو جماهيرية كما أنها جاءت للدعاية والإعلان فقط لا غير، ثم أنها من دون جدوى لأن اللاعبين سيرفضون الانضمام لهذه الفرق إذ لا متعة ولا جمهور، وضربنا المثل بالأندية القديمة مثل الترام والقناة وغيرها من هذه الفرق ولكن يبدو أننا جميعاً تعجلنا الحكم على التجربة لذلك لابد من الاعتراف بالخطأ والإقرار بأنه لولا هذه الفرق لانتهت مسابقة الدوري العام في مصر منذ زمن بعيد، خصوصاً مع الانهيار الشامل الذي تعاني منه الأندية الشعبية، فها هي المحلة تقترب من الهبوط للدرجة الثانية والكل يعلم كيف استمرت في الدوري الممتاز الموسم الماضي أمام الاتحاد السكندري، ثم أيضاً النادي المصري والذي يترنح الآن ولا أحد يعلم ماذا يخبئ المستقبل لأبناء بورسعيد والاتحاد السكندري والذي يبدو أنه أصبح في دائرة الخطر بشدة هذا العام وحتى الإسماعيلي نفسه يعاني ويقاسي الأمرين هذا العام لذلك أرى أنه لولا إنبي وبتروجيت وحرس الحدود وطلائع الجيش واتحاد الشرطة لانتهت تماماً مسابقة الدوري العام بعد أسابيع قليلة من بدايتها فبنظرة سريعة إلى الموسم الماضي ستجد أن الأهلي البطل فقد 25 نقطة منها 20 نقطة أمام أندية إنبي وبتروجيت والجيش والشرطة والمقاولون العرب كما أنه لم يستطع أحد أن يخرج الأهلي من بطولة الكأس سوى حرس الحدود والذي نجح بعد ذلك في إنهاء احتكار الأهلي لبطولة السوبر وهزمه بالقاهرة بهدفين من دون رد، وها هو يتعادل معه في افتتاح الدوري بالقاهرة، بل إن الأهلي هو الذي تعادل مع الحدود وقبلها بعدة أيام كان بتروجيت يلقن نجوم الزمالك أصحاب الملايين درساً قاسياً أمام جماهيرهم، ويفوز عليهم بهدفين لهدف مع الرأفة الشديدة جداً والفضل يعود لتألق الحارس عبدالمنصف والذي أوقف الهزيمة عند هذا الحد. إذن نعترف ونقرّ أن هذه الفرق تتمتع بإدارات قوية للغاية وأن اللاعبين أصبحوا يفضلون اللعب لهذه الأندية لأن المرتبات مضمونة والمكافآت عالية ثم إن الفوز بالبطولات ممكن لأن إنبي حصل على الكأس والأمر نفسه تكرر مع حرس الحدود، بل إن آمالهم وصلت الآن إلى الفوز ببطولة الدوري وأعتقد أنه أصبح حق أصيل لهذه الفرق ويكفي الرعب الذي يصاب به لاعبوا الأهلي والزمالك والإسماعيلي قبل اللعب مع الفرق غير الشعبية وعليكم فقط أن تراجعوا الأسبوع الماضي وكيف فاز إنبي على الإسماعيلي في ملعبه ليكمل ثلاثية الحدود والجيش وبتروجيت. [email protected]