قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إن الأزهر لم يكن مقيداً، ولم يكن عرضة للتدخل في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وأكد - رداً على سؤال ل«الحياة»، في مؤتمر صحافي أمس في الرياض - أن الأزهر يتصرف بحرية وفي شكل مستقل، سواء أكان في عهد مبارك، أم العهد الحالي. وقال: «لم يكن يتصل بنا أحد مثلاً ليملي علينا رأياً نقوله، أو عملاً نعمله. واستبدلنا المناهج الأزهرية من دون أن يتدخل أحد، أو يوجهنا أحد، وهذه شهادة أقولها أمام الله، وأمام التاريخ». وقال شيخ الأزهر إنه يأمل بأن تكون هناك آلية في مصر لتنظيم الفتوى، «وقد يتم العمل عليها قريباً، مثلما فعلت السعودية في تنظيم الفتوى وربطها بهيئة كبار العلماء». وأضاف: «فكرة إنشاء قناة الأزهر الفضائية قد تخدم الحد من فوضى الفتاوى، وأن يكون المفتي مؤهلاً من الأزهر. وستكون هناك متابعة يومية، ورصد لجميع الفتاوى التي تصدر من الفضائيات الأخرى، وتصويبها، وتخطئتها. وقد نقوم بمثل ما صنعت السعودية في تنظيم الفتاوى، وحصرها على هيئة كبار العلماء وليس لغيرهم أن يقتربوا منها. لكن المشكلة هي الفرد مع الإعلام، إذ إنه سيقوم بمشاهدة الفضائيات التي تعج بكثير من الدعاة والمفتين، وهذه القنوات تستضيف بعض أنصاف العلماء والمتعالمين والمرتزقة وغيرهم، ولن نستطيع السيطرة على هؤلاء، لكن الرد على الفتاوى عبر قناة علمية دينية سيكون له أثر». وأكد شيخ الأزهر أن الأزهر يتحرك في إطار القفز على الخلافات، كي تكون هناك وحدة تضمن حماية مصالح الجميع. وذكر أن الأزهر هو «حامي الوسطية منذ أنشئ، ولن أقول إنه مرجعية، ولكن بمثابة المرجعية للضمائر والعقول المسلمة منذ عقود طويلة بسبب عدم تخندقه في خندق سياسي معين، أو انحيازه لتيار سياسي أو غير ذلك». وقال عن محاولات اختراق الأزهر: «طبيعي أن يتعرض الأزهر ووسطيته لمحاولات اختراق، لكن الأزهر يقظ لهذه المحاولات، وهي محاولات يائسة حدثت من قبل، وتحدث الآن، و«سنقف في وجه التخريب التفريقي بين الأمة الإسلامية الواحدة. الأزهر ليس معنياً بنشر الحقائق والتحقيق في ما ينشر في الإعلام، وإنما هو يعبر عن ضمير الشعب. الأزهر يعبر عن آماله وآلامه».