أكد الرئيس التنفيذي ل «الشركة السعودية للصناعات الأساسية» (سابك) محمد الماضي أمس أن الشركة تعكف حالياً على مراجعة آفاق النمو في كل أنحاء العالم، خصوصاً في ضوء الوضع الاقتصادي الضعيف في أوروبا. وكان الماضي يتحدث في مؤتمر صحافي بعد يوم من إعلان المجموعة الأكبر للبتروكيماويات في العالم أنها تعتزم خفض ألف و50 وظيفة في أوروبا وإغلاق بعض العمليات هناك بعدما أضر انخفاض الإنفاق الاستهلاكي بالطلب. وقال الماضي إن «سابك لا تفعل هذا لأنها تريد تسريح عمال أو إغلاق أي وحدات، وإنما تفعل ذلك لأن الوضع يتطلب ذلك». وأضاف أن «سابك» شركة كبيرة ولن تتأثر بإغلاق بعض الوحدات أو خفض بعض الوظائف. وقال إن كل الشركات تعيد النظر في استثماراتها في أوروبا وإن كبار المنافسين أغلقوا بعض وحداتهم هناك لكن «سابك» قامت بإغلاقات وتسريحات محدودة. إلا أنه وصف أوروبا بأنها «حالة خاصة» وقال إن القارة ستظل سوقاً بالغة الأهمية للشركة حتى في الأوقات الصعبة. ووفق الماضي، «لا تزال أوروبا سوقاً مهمة للغاية ونحن من أكبر ثلاث شركات هناك لكن في ضوء الوضع الراهن نعيد النظر في استراتيجيتنا». وأضاف: «ثقلنا لا يزال في المملكة ولذا سيكون تأثير الأزمة الأوروبية محدوداً». وشدد على أنه لا يستطيع التكهن بالأسعار العالمية للبتروكيماويات لهذا العام لكنه يعتقد أن 2013 سيكون مماثلاً لعام 2012 وسيبدأ تحسن الأسعار بعد 2013. وأعلنت «سابك» هبوط صافي أرباحها 10 في المئة في الربع الأول من العام مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وقال الماضي في المؤتمر الصحافي إن مبيعات «سابك» بلغت 46.74 بليون ريال (12.46 بليون دولار) في الربع الأول مقارنة ب 48.34 بليون قبل عام. وذكر أن للمجموعة سلة متنوعة من العملات «لذا لا تأثير في المستقبل القريب في ما يتصل بالعملة». وأضاف أن «سابك» ستواصل الاستثمار في منتجات جديدة من بينها المطاط بإجمالي استثمارات تساوي 44 بليون ريال. وشدد على أن المجموعة مهتمة بالاستثمار في قطاع البتروكيماويات بأميركا الشمالية وأن الغاز الصخري ربما يكون «أحد المدخلات». وتابع الماضي: «ننظر إلى فرص في الولاياتالمتحدة والصين». ووصف الصين بأنها لا تزال «العمود الفقري للنمو في آسيا» على رغم تباطؤ النمو. وتعثر التعافي الاقتصادي في الصين على نحو غير متوقع في الربع الأول من 2013 مع تباطؤ إنتاج المصانع والإنفاق على الاستثمار ما دفع محللين إلى البدء في خفض توقعات النمو للعام بأكمله على رغم إصرار المسؤولين على أن النظرة المستقبلية تبعث على التفاؤل. ونما اقتصاد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم 7.7 في المئة في الربع الأول مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي لكن بوتيرة أقل عن الربع الأخير من العام الماضي عندما نما 7.9 في المئة. وقال الماضي إن الصين أكبر سوق في العالم ولا تزال تنمو بأكثر من سبعة في المئة «ونحن متفائلون للغاية بتحسن النمو هناك». وأضاف: «أنا متفائل في شأن المستقبل وسنرى انتعاشاً جيداً خلال العامين المقبلين. وقال المدير المالي ل «سابك» مطلق المريشد في المؤتمر الصحافي إن الشركة لا تعتزم حالياً الحصول على تمويل جديد «وسندرس الأمر مرة أخرى في أواخر هذا العام أو مطلع العام المقبل».