كشفت إحصاءات أن 33 سيدة سعودية يُطلقن يومياً في المملكة. فيما بلغت حالات الطلاق المُسجلة العام ما قبل الماضي، 12192 طلاقاً. وسجلت المحاكم السعودية في عام 1432ه، 70 ألف عقد زواج، و13 ألف حالة طلاق. وأكدت وزارة التخطيط، ارتفاع حالات الطلاق عن الأعوام السابقة بنسبة 20 في المئة. قد تبدو الإحصاءات «مؤلمة»، لأحلام بناها «الخيال السعيد»، تحولت إلى «كوابيس مرعبة»، إنه «الطلاق»، كابوس لا يخلو منه كل بيت، بقصة تختلف في سردها عن الأخرى. وحرر أوراقاً حزينة متناثرة في أروقة المحاكم، باتت قضية «مقلقة»، بعنوان «الطلاق». ووقع عماد خالد، وهو شاب في مقتبل الثلاثين من العمر ضحية الطلاق، «بسبب العرف»، أو كما قال شارحاً: «بصمة جارحة في حياة الرجل قبل المرأة، أن يكون مطلقاً، فالأسباب لا تكتم وتستدعي فك طلاسم أسرار القصة مع كل خطبة جديدة»، مضيفاً أن «عقد النكاح، وإن فك، سيربط حاضر الرجل والمرأة بألم قصة وإن انتهت». واضطر عماد لتوقيع عقد النكاح «مغمض العينين»، مؤكداً أنه لم يرَ شريكة حياته المفترضة، «وهي لم ترَني، وحين وقعنا موافقتنا كزوج وزوجة، اكتشفنا أن كلاً منا في وادٍ، فتقاليد محيطي ترفض حتى النظرة الشرعية، قبل إتمام عقد النكاح، وقادنا هذا إلى أبغض الحلال، بلا ذنب مني، أو جرم صدر عنها». وتنتهي قصة رجل، وتبدأ قصة فرح، التي لها مع الزواج «حكاية وقصة، تستحق رواية معنونة بالجروح»، تحت توقيع «فرح وثلاثة أزواج». وبدأت حديثها ضاربة كفاً بكف، مرددة المثل الشائع «هَم يبكي وهم يضحك». وأشارت بثلاثة أصابع وهي تشرح قصصها: «ثلاثة أزواج اقترنت بهم، خلال السنوات الست الماضية، أولهم سرق مالي وفر هارباً، مسدلاً الستار على قضية لا أملك منها إثباتاً، يخولني مطالبته بأي حق من حقوقي، والثاني باع ذهبي برضا مني، لدفع أول قسط لسكننا المعيشي، وقبض الثمن، وسلمني ورقة الطلاق، بلا وداع، ليستقبل عروساً جديدة، علمت أنها جارتي، أما الثالث فاستسلم لأول عقبة في حياتنا، وطلقني بلا نقاش، فلا مهر مكتوب، ولا مؤخر مشروط، يدفعه للتأني في ثمني». صمتت قليلاً، فيما العيون تغرقها الدموع، لائمة نفسها «بسببي وبسبب ثقتي المفرطة، لم أطالب بمؤخر صداق، يجعل كل منهم يفكر مئة مرة قبل الشروع في الطلاق، وكل ما وثقّته في عقد النكاح هو موافقتي على الزواج»، مضيفة «ندمت، لكن ما فات ولى، وانتهى، ولم يعد للندم مجال». وأنهى «الطلاق»، قصة الزوجين أمل وبدر، بعد زواجٍ دام سبع سنوات، أما السبب فيقصه بدر بطريقته «ضعف حالتي المادية، كان السبب في وجودي في منزل عائلتي، ولم تَسْلَم زوجتي (طليقته)، من شقيقتي سليطة اللسان التي لم تكن تدع شاردة ولا واردة، إلا وتدخلت فيها، لقد كانت تقيس الفترة الزمنية التي تقضيها زوجتي خارج المنزل، حتى قلبت حياتنا إلى جحيم». كذلك والده، «تدخل في حياتنا حتى في نوع مأكلنا، وتفاصيل خروجنا، مللت وملت زوجتي، ووقع بيننا الطلاق، على رغم الود الذي جمعنا». وتصف الاختصاصية النفسية هبة عبدالله، الطلاق ب «بعبع المجتمع»، موضحة أن «غالبية المتزوجين يتخوفون من وقوع الطلاق بينهم، تحت أي ظرف، نتيجة تغير ظروف الحياة، وما تبعها من ضعف وسائل التوعية الزوجية». وأضافت «يُبنى الزواج على أساس صحيح، لكن الخلاف ينبع من ضعف تأسيس الزوجين، لصغر سنهم، أو لقلة ثقافة الأسر». وقالت هبة: «إن غالبية من تخطى المشكلات الزوجية في حياتهم بحكم خبرتي، كان بسبب أسرهم، التي حرصت كل الحرص على عدم وقوع الطلاق بين أحدٍ من أفرادها». واختتمت حديثها مكررة ثلاثاً «أسرة الزوجين قد تكون السبب في انهيار، أو صمود فروعها».