طالب بعض القوى النيابية في العراق رئيس الحكومة حيدر العبادي بالإسراع في اختيار مرشحي وزارتي الداخلية والدفاع وتقديمهما إلى مجلس النواب للتصويت عليهما، فيما كشفت تسريبات سياسي شيعي أن العبادي قد يضطر إلى الاستعانة بالإيرانيين في حال لم يتمكن من ثني أطراف داخل التحالف الشيعي عن ترشيح رئيس «منظمة بدر» هادي العامري إلى منصب وزير الداخلية. وأكدت النائب إيمان الموسوي، عن «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، في تصريح إلى «الحياة»، أن «مرشحي الوزارتين الأمنيتين سيطرحهما رئيس الحكومة قريباً وضمن الموعد المحدد كون ما تمر به البلاد لا يسمح بأي تأجيل غير محسوب». وكشفت أن «الأسبوع الحالي سيشهد مفاجآت إيجابية للعراقيين من حيث اختيار شخصيات تتوافر فيها كل ضوابط ومعايير المهنية لإدارة الملف الأمني والعسكري». وقال النائب عن «كتلة المواطن» عامر الفائز في تصريح إلى «الحياة»: «هناك سعي حقيقي لدى الجميع للانتهاء من تسمية الوزراء الأمنيين وقد تشهد جلسة الغد (اليوم الثلثاء) تسمية المرشحين، وفي حال تعذّر ذلك فأبعد الاحتمالات ستكون الخميس كموعد نهائي للإعلان عن مرشحي تلك الوزارات». وأضاف: «نسعى إلى تسمية وزراء مستقلين لا ينحدرون من أي تيار أو حزب سياسي». واعتبر النائب عن «اتحاد القوى الوطنية» حسن شويرد، في تصريح إلى «الحياة»، أن «تسمية مرشحي الوزارات الأمنية سيشكّل مصدر قوة لأن وزيري الداخلية والدفاع هما المسؤولان عن مسك الأرض بالتنسيق مع التحالف الدولي». ولفت إلى أن «المرشحين يخضعان للتوافقات السياسية بين الكتل ومتى ما تم ذلك يمكن لنا حسم مرشحي تلك الوزارات بسهولة من دون الرجوع إلى تأييد أو مباركة جهات خارجية مثل أميركا». وكان شويرد أكد في تصريح سابق إلى «الحياة» أن «الكرة الآن في ملعب رئيس الحكومة حيث سلّمت الكتل أسماء مرشحيها وتنتظر من السيد العبادي تقديم الأسماء التي يرى أنها الأنسب لتسلم تلك الوزارات الحساسة»، لافتاً إلى أن من بين الأسماء التي قُدّمت لوزارة الدفاع النائب حامد المطلك، خالد العليدي، قيس الشذر، سالم دلي (علماً أن الشذر ودلي يتمتعان بخبرات عسكرية معروفة)، إلى جانب عبدالله الجبوري وعبدالكريم السامرائي وأسماء أخرى». لكن النائب عن «اتحاد القوى» رعد الدهلكي أوضح في تصريح إلى «الحياة» أن كتلته «قدمت قائمة أسماء إلى العبادي تضم خالد العبيدي وحاجم الحسني وتركت حرية الاختيار له»، ورجّح أن «يكون هذا الأسبوع حاسماً». وحصلت «الحياة» على تسريبات من قيادي في التحالف الشيعي مقرب من العبادي تفيد بأن الأخير «في حال لم ينجح في ثني بعض مكونات التحالف عن ترشيح العامري لحقيبة الداخلية، فإنه قد يكون مضطراً إلى اللجوء للإيرانيين للضغط على هؤلاء ومنح حرية أكبر لرئيس الوزراء لاختيار من يراه مناسباً للمنصب بعيداً من الولاءات الحزبية». كما كشف المصدر أن «أحد الإخوان في التحالف التقى أخيراً في بيروت الشيخ محمد كوثراني المسؤول عن الملف العراقي في «حزب الله» اللبناني وناقش معه القضية، وأكد الأخير أنهم مع توجهات العبادي في اختيار شخصية لا تزيد من مشاكل العراق». وزاد: «الانطباعات التي نقلها هذا السياسي أن الإيرانيين يحاولون تجنيب البلاد مزيداً من الانقسامات في ظل تصاعد خطر داعش».