أعلن مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) ان العبوتين اللتين انفجرتا عند خط نهاية ماراثون بوسطن ليل الاثنين – الثلثاء، وادتا الى مقتل ثلاثة اشخاص وجرح اكثر من 180 آخرين، من صنع يدوي، وحشوتا بمسامير وقطع حديد ووضعتا في طنجرتي ضغط. وتنصح ارشادات صنع العبوات التي تنشرها منتديات «جهادية» على الانترنت، بينها تلك الصادرة عن تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» غالباً باستخدام طناجر الضغط، وهي تقنية معهودة منذ التسعينات من القرن العشرين، واستخدمت في مخططات تفجير في افغانستان والهند وفرنسا والجزائر والنيبال. وبعدما نشرت مجلة بالانكليزية على الانترنت يصدرها تنظيم «القاعدة في شبه جزيرة العرب» مقالة عام 2010 اوضحت كيفية صنع عبوة من طنجرة ضغط وقطع معدنية، اوصى انصار تفوق العرق الابيض الأميركيون بالافادة من المقال وقراءة الارشادات. وصرح ريك ديلورييه، رئيس مكتب «اف بي اي» في بوسطن، بأنه «من بين الاشياء التي عثر عليها قطع نايلون اسود قد تكون من حقيبة ظهر، وما بدا كشظايا خردق ومسامير يحتمل انها كانت في طنجرة ضغط». ومشط خبراء تفكيك القنابل وكلاب بوليسية شارع بويلستون، حيث خط نهاية الماراثون، فيما ارسلت السلطات الاثباتات من مكان الانفجارين الى مختبر مكتب «اف بي اي» في كوانتيكو بفرجينيا لتحليلها بدقة. وتوقع العميل الخاص لمكتب مراقبة الكحول والتبغ والاسلحة النارية والمتفجرات في بوسطن، جين ماركيز، ان يستغرق التدقيق في مسرح التفجيرين اياماً، علماً ان الشرطة التي ما زالت تجهل تنفيذ شخص او اكثر الهجوم، وإذا كان داخلياً أم خارجياً، اكدت ان منطقة الماراثون خضعت للتمشيط مرتين قبل الانطلاق، من دون العثور على متفجرات. ومع تركز اصابات الجرحى في الجزء الاسفل من الجسم، ما اجبر الاطباء على بتر اطراف بعض الجرحى، رجح رئيس قسم الجراحة في مستشفى ماساتشوستس العام جورج فيلماهوس وضع العبوتين في مكان متدنِ على الارض. وتراوحت التكهنات حول نوع العبوة المستخدمة، من متفجرة في انبوب معدني الى اخرى تحتوي مادة «بيروكسايد الاسيتون». وهما نوعان يسهل صنعهما واخفاؤهما. واستخدمت متفجرة تحتوي «اسيتون» في تفجيرات لندن عام 2007، وفي هجوم استهدف دورة العاب اتلانتا الاولمبية عام 1996، وفي محاولة فاشلة نفذها ريتشارد ريد لتفجير حذاء مفخخ على متن طائرة متجهة الى ميامي في كانون الاول (ديسمبر) 2001. وأظهرت صور التقطت لمسرح الهجوم، ونشرتها قوة العمل المشتركة لمكافحة الارهاب في بوسطن، بقايا جهاز للتفجير ضم قطعاً ملتوية من وعاء معدني واسلاكاً وبطارية، ولوحة صغيرة لدائرة كهربائية. ولم تتبنَ اي جهة الاعتداء، فيما اشارت «اف بي اي» الى ان لائحة المشبوهين المحتملين لا تزال «واسعة جداً»، مؤكدة ان التفجيرين حصلا «بمنهجية وتأنٍ، ولكن ايضاً بشعور الحس الطارئ». هوية القتلى وكشفت جامعة بوسطن ان احد القتلى الثلاثة طالب صيني للدراسات العليا. اما الضحيتان الآخران فهما الطفل مارتن ريتشارد (8 سنوات) وكريستل كامبل (29 سنة) التي تدير مطعماً، وكلاهما من بوسطن. وأكدت السفارة السعودية في واشنطن جرح رجل وامرأة سعوديين في اعتداء بوسطن، ولكن اياً منهما ليس مشبوهاً في التورط بالاعتداء. وقال الناطق باسم السفارة نائل الجبير: «ابلغتنا السلطات الأميركية ان الشاب السعودي الذي نقل الى مستشفى في بوسطن حيث وضع تحت حراسة امنية، شاهد وليس مشبوهاً». ويتوجه الرئيس باراك اوباما الى بوسطن اليوم لإلقاء كلمة خلال موكب ديني مخصص لضحايا التفجيرين.