أفاد مسؤولون أميركيون أن العبوتين الداميتين اللتين انفجرتا في ماراثون بوسطن، من صنع يدوي تم ملؤهما بالمسامير والقطع الحديدية التي وضعت على الأرجح في طنجرتي ضغط. و بعد يوم على الهجوم الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وجرح أكثر من 180، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) الثلاثاء، أن العبوتين قد تكونان عبارة عن طنجرتي ضغط، وهي وسيلة معهودة استخدمت في هجمات في أفغانستانوفرنسا منذ التسعينيات. وصرح رئيس مكتب الاف بي اي في بوسطن “ريك ديلورييه” للصحافيين، “من بين الأشياء التي تم العثور عليها قطع من النايلون الأسود قد تكون من حقيبة ظهر، وما بدا كشظايا خردق ومسامير يحتمل أنها كانت في طنجرة ضغط”، ووضعت كل من العبوتين في كيس نايلون أو حقيبة ظهر قاتمة اللون . ومشط خبراء تفكيك القنابل والكلاب البوليسية المنطقة في شارع بويلستون حيث خط نهاية ماراثون المدينة الذائع الصيت، فيما أرسلت السلطات الإثباتات من مكان الانفجارين إلى مختبر مكتب الاف بي اي في كوانتيكو في فرجينيا لتحليلها بدقة. وصرح العميل الخاص المكلف من مكتب مراقبة الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات في بوسطن جين ماركيز، أن “التدقيق في مسرح التفجيرين سيستغرق عدة أيام”. وأكدت الشرطة التي ما زالت تجهل أن كان الهجوم داخلياً أم خارجياً ، أن المنطقة خضعت للتمشيط مرتين قبل السباق ولم يعثر على أي متفجرات. وأفاد عمال أجهزة الطوارئ والاطباء الذين عالجوا الضحايا، أن العبوتين على ما يبدو أطلقتا المسامير والخردق وقطع معدنية، ما أدى إلى جروح في الجزء الأسفل من الجسم على الأخص، ما أجبر الأطباء على بتر أطراف بعض الجرحى. وصرح رئيس قسم جراحة الرضوح في مستشفى ماساتشوستس العام جورج فيلماهوس، “عثرنا على مجموعة من الأجزاء الحادة في أجسامهم”. وقال، أن “العبوتين كانتا على الأرجح تحويان قطعاً معدنية متنوعة. لقد أزلنا قطع خردق ومسامير”. وأضاف أن العبوتين “وضعتا على الأرجح في مكان متدن على الأرض، ولذلك يتوقع أن تكون الإصابات في الأطراف السفلى”. و نظراً إلى الاتساع المحدود نسبياً للانفجارين والدخان الأبيض الذي انبعث لاحقاً، استبعدت نظرية متفجرات عسكرية التصنيف على (غرار سي4 او سيمتيكس) ، لأنها تحدث دوياً أقوى وتبعث دخاناً أسود بحسب خبراء. وتركزت التكهنات حول نوع العبوة المرتجلة المستخدمة، وتراوحت من عبوة في أنبوب معدني إلى متفجرة بواسطة بيروكسايد الاسيتون، وهما نوعان يسهل صنعهما واخفاءهما. واستخدمت متفجرة بالاسيتون في تفجيرات لندن عام 2007، وفي الهجوم على ألعاب اتلانتا الأولمبية عام 1996 ومحاولة ريتشارد ريد الفاشلة لتفجير حذائه في كانون الأول/ديسمبر 2001 على رحلة متجهة إلى ميامي. غير أن البيروكسايد العضوي غير مستقر ويتفاعل مع الحرارة والاحتكاك، بحيث يصاب صانعو العبوات المماثلة غالباً بجروح عند إعدادها. وغالباً ما تنصح إرشادات صنع العبوات التي توردها المنتديات الجهادية على الانترنت بما فيها تلك الصادرة عن القاعدة في اليمن، باستخدام طناجر الضغط بحسب موقع سايت الاستخباراتي الذي يراقب الرسائل التي تتبادلها الجماعات المتطرفة عبر الانترنت. و في عام 2010 صدر العدد الأول من مجلة بالانكليزية يصدرها تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، وشمل مقالة توضح كيفية صنع عبوة من طنجرة ضخط وقطع معدنية. والمقال الذي حمل عنوان “اصنع عبوة في مطبخ والدتك”، حمل صورة حقيبة ظهر تحوي المتفجرة. واستفاد أنصار تفوق العرق الأبيض الأميركيون من المقال، وأوصى أحد منتدياتهم، ستومفرونت، بقراءة الارشادات بحسب سايت. و استخدمت العبوات في طنجرة ضغط في سلسلة هجمات في فرنسا في 1995، وفي 2003 أصدرت إدارة الأمن الداخلي مذكرة تحذر السلطات من متطرفين يستعينون بهذا النوع من العبوات. وأكدت المذكرة، أنها “تقنية يتم تلقينها بصورة شائعة في معسكرات تدريب الإرهابيين الأفغانية” وأن عبوات طناجر الضغط استخدمت في محاولات أو مخططات تفجير في الهند والجزائر وفي النيبال. (ا ف ب) | واشنطن