يهرب الرجل العجوز عبد الله يومياً منذ سنتين من بيته في قرية كفرنبل السورية. ينتظر الطائرة الحربية تحت شجرة بعيدة من القرية، وعندما يسمع صوتها يلتجأ خوفاً إلى أحد الكهوف المنتشرة. هذه حكاية فيلم "عمّي عبد الله " للمخرج السوري حمد الجنيد، الّذي سيعرض مع أكثر من 10 أفلام أخرى في مهرجان "سورية لأفلام الموبايل" بدورته الأولى في يوم 15 من الشهر الجاري في خمس مدن سورية هي كفرنبل وحلب ودرعا والأتارب وجبل الزاوية. المهرجان سيعرض أفلاماً عدّة لناشطين سياسيين وصحافيين ومواطنين عاديين أجبرتهم اللحظة الإنسانية على أن يصبحوا مخرجين يصّورون عبر هواتفهم النقالة ويوثقون عبرها مأساتهم. أحد هذه الأفلام هو فيلم "حديقة ومقبرة" لصلاح الأشقر، الّذي يروي حكايات من مدينة حلب ومرويات عن سكانها. تحّولت قبور الحدائق في المدينة إلى ملاعب للأطفال، بعد أن هدّمت الحرب الملاعب. أمّا فيلم "كأس العالم" لخالد عيسى، فيروي مشاهد من مباراة كرة قدم تجري بين فريقين محليين داخل ملعب مدرسة مدمرة، اللاعبون والمشجعون فيها من المسلحين والمدنيين، في هذه الأثناء، تدور مباريات كأس العالم في البرازيل في ظروف بعيدة ومختلفة من واقع الحرب السورية. واستقبل المهرجان حوالى 21 فيلماً ومشروعاً، وقدّم ستة منح بقيمة ألف دولار ضمن برنامج منحة "شووت مي"، إضافة إلى تنفيذه ورشة تدريبية مع عدد من المواطنين الصحافيين والمخرجين حول احتمالات استخدام كاميرا "موبايل" كوسيط فني بديل. ويقول القائمون على المهرجان في بيان صدر عنهم اليوم الإثنين إنّ: "المقاطع الملتقطة بكاميرات الموبايل شكلت سمة أساسية من سمات الثورة السورية. آلاف السوريين من النشطاء والمواطنين الصحافيين، ساهموا بشجاعة في نقل ما يحدث داخل البلاد عبر المقاطع المصورة بهواتفهم المحمولة"، مضيفاً: "من هنا ولدت فكرة إقامة هذا المهرجان، وهو مبادرة تسعى إلى تشجيع ودعم المواهب الجديدة في التعامل مع هذه الكاميرا كأداة إبداعية وليس فقط إخبارية، ومحاولة لخلق منصة عرض فاعلة للتجارب الجديدة". وتتنافس الأفلام المشاركة على أربع جوائز يقدمها المهرجان قيمة كل منها تصل الى ألف دولار، وهي جائزة "التسجيلي التجريبي" وجائزة "التسجيلي القصير" وجائزة "المواطن الصحافي" وستعلن نتائج هذه الجوائز في ختام المهرجان. كما يقدم المهرجان جائزة "عين المشاهد" التي تقوم على تصويت المشاهدين عبر شبكة الإنترنت. ويحتفي المهرجان بفيلمين سوريين ساهمت كاميرا الموبايل في جزء كبير منهما، ليكون المهرجان المنصة التي تقدم العرض الأول لهذين الشريطين التسجيلين الطويلين في الداخل السوري. يفتتح المهرجان بفيلم "ماء الفضة" للمخرجين أسامة محمد ووئام بدرخان، ويختتم عروضه بفيلم "الرقيب الخالد" للمخرج زياد كلثوم. * إعداد: هبة الزيباوي